تحل اليوم الذكرى الـ 72 على اغتيال الزعيم الهندى "مهاتما غاندى"، حيث اغتيل فى 30 يناير عام 1948، بعد أن تعرض لـ 6 محاولات اغتيال، ولقى مصرعه فى السادسة، عن عمر يناهز 79 عاما ، على يد أحد الهندوس المتعصبين يسمى "ناثورم جوتسى"، والذى أطلق ثلاث رصاصات قاتلة سقط على إثرها المهاتما غاندى صريعا ، وتم القبض على منفذ الاغتيال بعد ذلك، وحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم فى 15 نوفمبر سنة 1949.
المهاتما غاندى سياسى بارز والزعيم الروحى للهند خلال حركة استقلال الهند، كان رائداً لحركة مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، والتى أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية فى جميع أنحاء العالم.
ولد غاندى فى ولاية جوجارات الهندية، وهو من عائلة لها باع طويل فى العمل السياسي، شغل جده منصب رئيس وزراء إمارة بوربندر، وهو نفس المنصب الذى تقلده والده بعد ذلك، ولعائلته مشاريع تجارية مشهورة، وتزوج فى الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.
سافر غاندى إلى لندن عام 1882 لدراسة القانون، وعاش فى البداية حالة من الضياع وعدم التوازن، والرغبة فى أن يكون رجلاً إنجليزياً ، وسرعان ما أدرك أنه لا سبيل أمامه سوى العمل الجاد، نظراً لوضعه المالى والاجتماعى اللذان لم يسمحا له باللهو وضياع الوقت.
عاد غاندى إلى الهند عام 1890، بعد حصوله على الشهادة الجامعية التى تمكنه ممارسة مهنة المحاماة. إلا أنه واجه مصاعب كثيرة، بدأت بفقدانه والدته التى غيبها الموت، واكتشافه أن المحاماة ليست طريقاً مضمونةً للنجاح، بعدها قبل عرض مؤسسة هندية فى ناتال بجنوب إفريقيا التعاقد معه لمدة عام، وبدأت مع سفره إلى جنوب أفريقيا مرحلة كفاحه السلمى حيث عاش فى جنوب أفريقيا 20 عاماً مواجهة تحديات التفرقة العنصرية.
سافر غاندى وعائلته إلى جنوب إفريقيا عام 1893، وأقافم فى مدينة "دوربان" المشهورة بصناعة السكر والتبغ، ويوجد الفحم فى مرتفعاتها الداخلية، وعمل غاندى فى جنوب إفريقيا مدافعاً عن حقوق عمال الزراعة الهنود والبوير العاملين فى مزارع قصب السكر ، وكان مجتمع العمال فى جنوب إفريقيا منقسماً إلى جماعات مختلفة: جماعة التجار المسلمين "العرب"، وجماعة المستخدمين الهندوس، والجماعة المسيحية، وكانت بين هذه الجماعات الثلاث بعض الصلات الاجتماعية.
كان لغاندى بعض الإنجازات فى جنوب أفريقيا، حيث اعاد الثقة إلى أبناء الجالية الهندية المهاجرة وتخليصهم من عقد الخوف والنقص ورفع مستواهم الأخلاقى ، وإنشاء صحيفة "الرأى الهندي" التى دعا عبرها إلى فلسفة اللاعنف ، وأسس حزب "المؤتمر الهندى للناتال" ليدافع عبره عن حقوق العمال الهنود ، وحارب قانون كان يحرم الهنود من حق التصويت ، تغيير "المرسوم الآسيوي" الذى يفرض على الهنود تسجيل أنفسهم فى سجلات خاصة ، مكافحة قانون إلغاء عقود الزواج غير المسيحية.
عاد المهاتما مرة أخرى إلى الهند عام 1915، وبعد سنوات قليلة من العمل الوطنى أصبح الزعيم الأكثر شعبية، وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعى من جهة وضد الاستعمار البريطانى للهند، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين.