أشعلت ما يعرف بـ الوساطة فى إيران، حربا بين المستبعدين من خوض الانتخابات، والمرشحين الذين تم قبولهم فى مجلس صيانة الدستور لخوض الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها فى 21 فبراير المقبل.
وفى هذا الاطار، كشفت صحيفة آرمان ملى الاصلاحية عن ما أسمتها ظاهرة "الوسطاء الانتخابية" فى الانتخابات البرلمانية الإيرانية، وكتب تحت مانشيت عددها "ظاهرة الوساطة الانتخابية"، "ظاهرة جديدة حديثة الظهور فى الانتخابات الحالية، وظهر مؤخرا من أسمتهم وسطاء يقومون بدور الوسيط، للتوسط لدى مجلس صيانة الدستور من أجل الموافقته على خوض المرشح الانتخابات".
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الظاهرة الأحدث، بعد أن تدخلت ما اسمتها بـ "الأموال القذرة وتجار الانتخابات" فى الانتخابات الرئاسية 2017، وحذر منها وزير الداخلية آنذاك.
وأول من كشف هذه الظاهرة كان النائب المعتدل محمود صادقى رئيس لجنة الشفافية فى البرلمان، وبعد استبعاده من خوض الانتخابات، كتب رسالة لآية الله رئيسي مسئول السلطة القضائية دعاه فيها إلى التدخل لمحاربة هذه الظاهرة على اعتبارها جزءا من الفساد الذى يلاحقه والكشف عن الفاسدين".
وفى الرسالة قال صادقى أن هناك عناصر من المنتفعين أو التجار يلعبون دور الوساطة، يقومون بعمليات خاصة ويقترحون مبلغا ماليا على المرشحين يصل لمليار التومانات ويزعمون قدرتهم على احراز أهليتهم فى صيانة الدستور، وطالب بتدخل القضاء حتى لو كانت الظاهرة على نطاق ضيق، لأنها تضر بمكانة مجلس صيانة الدستور ودستور البلاد وبالتالى البرلمان أيضا" على حد تعبيره.
وبحسب وسائل اعلام إيرانية، استبعد صيانة الدستور 90 نائبا فى البرلمان الحالى أى ثلثه وقال الفساد هو السبب، بينما قالت صحف إصلاحية أن أغلب من تم استبعادهم هم من التيار الإصلاحى ومن البرلمانيين المنتقدين للأوضاع السياسية، ويأتى على رأسهم النواب المعتدلين محمود صادقى وعلى مطهرى المعروفين بنقدهم العلنى لسياسة المتشددين.
وبحسب الدستور الإيرانى يسند لمجلس صيانة الدستور مهام دراسة أهلية المرشحين والرفض أو الموافقة على خوضهم للسباق الإنتخابى والمصادقة على نتائجها، ووافق المجلس حتى الآن على ترشيح نحو 9 آلاف من بين 14 ألفا تقدموا بطلبات ترشح للمنافسة على 209 مقعدا فى مجلس الشورى الإسلامى "البرلمان"، ويقول التيار المعتدل إنه ليس له مرشحون في معظم المدن.
ويحق لـ 57 مليونا و 918 ألف شخص التصويت فى هذا الاستحقاق، كما تعد الانتخابات أول اختبار واستحقاق تخوضه طهران منذ الأزمات التى عصفت بها مؤخرًا عقب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليمانى، ونهوض احتجاجات فى البلاد غاضبة جراء إسقاط الحرس الثورى طائرة ركاب أوكرانية تقل إيرانيين ومقتل جميع ركابها.