غياب للمسئولية، وفساد نبت فى قمة هرم السلطة فاستشرى فى قطاعات أوسع ودوائر أشمل، هذا ما آلت إلية تركيا فى ظل حكم حزب العدالة والتنمية ونظام رجب طيب أردوغان، وهو ما فضحته صحيفة "مليت" التركية المعارضة بواقعة فريدة من نوعها، تعكس حجم الفساد وكان بطلها هذه المرة هيئة الإسعاف التركية.
ففى الوقت يفترض فيه الأتراك أن تقدم لهم الدولة الرعاية الطبية اللازمة، وسيارات الإسعاف المعدة طبياً بأعلى التجهيزات، والمتوافرة بشكل يغطى كافة أنحاء البلاد للتحرك السريع والعاجل، كشفت الصحيفة المعارضة أن تلك السيارات يتم تأجيرها سراً لمن يرغبون فى وصول وجهتهم بشكل سريع وعاجل.
وتعود الواقعة إلى قيام مراسلو صحيفة مليت بالاتصال بهيئة الإسعاف وتقديم أنفسهم على أنهم رجال أعمال على موعد مع "اجتماع هام"، ويرغبون فى تجن الزحام المرورى المعتاد، ليعرضوا 700 ليرة تركية مقابل هذه الخدمة.
وبحسب الصحيفة، فوجي المراسلين بموافقة المسئولين فى الهيئة على الطلب، ليستخدموا سيارة الإسعاف فى هذا الغرض.
وتم تكرار التجربة من قبل مراسلو الصحيفة مع شركات إسعاف خاصة كذلك، حيث تم الاستعانة بهذه الخدمة مقابل مبلغ مماثل، ليقطعوا رحلتهم فى 38 دقيقة بدلاً من ساعة ونصف الساعة على الأرجح في أوقات الذروة.
ويعانى قطاع الصحة في تركيا مؤخرا من أزمات متزايدة ، حيث تراجعت أعداد المستشفيات الخاصة لتشهد السنوات العشر الأخيرة انخفاض في معدلات بناء المستشفيات خاصة مقابل المستشفيات الحكومية بنحو 27%، الأمر الذى خلف 20 ألف عامل بمجال الصحة في طابور العاطلين، بخلاف ما بدأ يعانيه المواطن من تراجع في مستوى الخدمات الطبية.