حذر الباحثون فى جامعة "ولاية أوهايو" الأمريكية، أن الخطط الطويلة لتخزين النفايات النووية المشعة، ليست آمنة بشكل تام خلافاً لما تصوّرنا سابقا، وأوضح العلماء أن المواد المستخدمة فى تخزين هذا النوع الضار والخطير من العوادم تتحلّل بسرعة أكبر بأشواط مما كان يعتقد سابقًا، حسبما كتب الباحثون فى دراسة حديثة، نُشرت فى مجلة "نيتشر ماتيريلز" العلميّة، عارضين تفاصيل النتائج التى توصلوا إليها، بحسب موقع "news.osu.edu".
وقال شييولاى جوا، نائب مدير جامعة "ولاية أوهايو"، وهو كاتب الدراسة الرئيسى، إنّ "النتائج تشير إلى أنّ النماذج المعمول بها حالياً ربما لا تكون كافية للإبقاء على تلك النفايات مخزّنة بأمان.. بناء عليه، نحن بحاجة إلى تطوير نموذج جديد لتخزين المخلّفات النوويّة".
وأضاف "جو" - حسب ما نقلته وكالة "سبوتنيك"، اليوم الجمعة - "فى السيناريوهات الواقعيّة، ستكون النفايات النوويّة على شكل زجاج أو سيراميك على تماس مباشر بحاويات الفولاذ المقاومة للصدأ، وفى ظلّ ظروف معينة، ستتسارع بشدّة وتيرة تأكسد ذلك الفولاذ.. وفى النتيجة، سيشكِّل بيئة فائقة العدوانيّة يمكنها أن تسمح بتآكل المواد المحيطة".
وخلص الباحثون إلى إنّ أحد الحلول ربما يتمثّل فى تطوير مادة فاصلة ملائمة لتباعد بين المعدن والزجاج أو السيراميك من أجل منع عملية التآكل، ويُشار إلى أن معظم الدول لا تملك فى الوقت الراهن مواقع للتخلّص من النفايات النوويّة عالية النشاط الإشعاعى، التى يمكن أن تبقى مشعة لعشرات آلاف السنين، فيما تتلخص حاليا طريقة تخزين النفايات النوويّة بدمجها مع عناصر أخرى بهدف الحصول على منتجات لتكوين الزجاج أو السيراميك، وذلك قبل وضعها داخل حاويات معدنيّة ودفنها فى أعماق الأرض، وذلك حسب التقرير.
ويشار إلى أنه فى يونيو 2019، كانت قد انطلقت فى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعاصمة النمساوية فيينا، أعمال المؤتمر الدولى حول إدارة الوقود المستنفذ من المفاعلات النووية، بحضور أبرز خبراء للطاقة الذرية من 50 دولة حول العالم.
وذكر بيان للوكالة الدولية - آنذاك - أن الموضوع الرئيسى للمؤتمر - الذى تستمر أعماله أسبوعا - هو كيفية الاستفادة من التجارب السلبية فى الماضى، وحسن التعامل مع المخلفات النووية فى المستقبل، خاصة بالنسبة للدول النامية والحديثة العهد بالطاقة النووية.
وأضاف البيان، أن الإدارة الآمنة والمستدامة للوقود المستنفد من مفاعلات الطاقة النووية تعد عاملاً أساسياً فى الاستخدام المستدام للطاقة النووية وتغطى العديد من الجوانب التكنولوجية المتعلقة بتخزين ونقل وإعادة تدوير والتخلص من الوقود المستهلك والنفايات عالية المستوى الناتجة عن إعادة معالجة الوقود المستهلك، وشدد على ضرورة رفع مستوى الكفاءة فى استخدامات الطاقة النووية، وبخاصة فى توليد الكهرباء وتحقيق أقصى مستويات التعاون الدولى وتبادل الخبرات فى هذا المجال الواعد.