بدأت العديد من الدول بتشجيع المهاجرين إلى العودة لوطنهم الأم أو التاريخي، من خلال برامج خاصة تمنح هؤلاء الراغبين الكثير من الامتيازات، إلى جانب ظهور رغبة متنامية لدى هؤلاء المهاجرين في العودة إلى أرض أسلافهم.
تعتبر روسيا من الدول التي تملك برامج خاصة تتعلق بالأشخاص الذين يودون العودة إلى وطن أسلافهم، وبدأ العمل بالبرنامج المعروف باسم "عودة الأبناء" منذ العام 2006. والذي يهدف لإعادة المواطنين الذين غادروا البلاد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والراغبين بالعودة إلى وطنهم التاريخي.
وفي مقابلة لوكالة"سبوتنيك"، تحدثت ماريا التي انتقلت مع أسرتها إلى روسيا، قادمة من أوكرانيا في عام 2014، بعد اندلاع الأعمال القتالية في دونباس، عن عملية العودة، في الوقت الذي تعيش فيه حاليا في إقليم كراسنويارسك.
قالت ماريا: "لقد اشتركنا في هذا البرنامج منذ العام 2014، بمجرد وصولنا للأراضي الروسية، قدمنا جميع الوثائق والمستندات المطلوبة لهذا البرنامج، لنحصل في البداية على مسكن مؤقت، في إحدى القرى بإقليم كراسنويارك، ثم انتقلنا بعدها إلى المدينة".
وأضافت: "حصلنا على تصريح الإقامة المؤقتة، وبالاعتماد على هذه الوثيقة تم توظيفنا، لنحصل على نفس الميزات التي يحصل عليها المواطنون الروس العاديون، مع خصم في الضرائب يصل لـ13 في المائة، وأنا بطبيعة الحال مدرسة ولم أجد أي مشاكل في الحصول على عمل".
وتابعت قائلة: "في يناير 2015، تقدمت عائلتنا بطلب الحصول على الجنسية الروسية، وحصلنا على الجنسية في صيف العام التالي، بسبب بعض الإجراءات القانونية التي صاحبت تغيرنا لمكان الإقامة".
وتحدثت ماريا عن الدعم الذي تم تقديمه، قائلة: "بموجب البرنامج يتم دفع مبلغ 10 آلاف روبل لكل فرد، و20 ألف روبل لصاحب الطلب مرة واحدة، ومن حيث المبدأ فإن هذه المبالغ تساعد بشكل جيد".
وأضافت: "في البداية لم يتم منحنا سكنا. وحتى العام 2017، قمنا بالاستئجار على نفقتنا الشخصية، ليتم لاحقا تقديم مسكن كطالب للعودة إلى الوطن، من قبل الإدارة الإقليمية".
وتحدثت ماريا عن عدم وجود أي صعوبات في التكيف مع البلد الجديد، كون اللغة الروسية هي المتداولة وكونهم عاشوا في وقت سابق في دونباس بالقرب من الحدود الروسية.
وأضافت بأنه لم يكن هناك أي مشاكل في التكيف، ولديهم جيران ودودون ومستعدون دائما لتقديم المساعدة.