أصبحت زراعة الخضراوات فى مالى، اليوم، أكثر صعوبة بسبب تغير المناخ مما كان عليه الأمر قبل 40 عاما عندما اعتاد أمادو سيديبي أن يزور مزرعة والده التى كانت الخضرة تكسوها خارج باماكو.
فقد أصبح ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الجفاف عوامل إضافية في الوضع المتقلب في مالي الآن حيث تجوب جماعات متشددة المناطق الصحراوية الشمالية في البلاد.
وبلغت احتياطيات المياه مستويات منخفضة إلى حد الخطر وبدأت الأرض الزراعية تنكمش الأمر الذى تسبب فى توترات بين الطوائف الساعية للحصول على نصيبها من الموارد المتضائلة.
وقال سيديبي المهندس المعمارى الذى تحول إلى مطور زراعى فى جنوب مالى "إذا لم يبذل جهد لمكافحة تغير المناخ فلن تقدر أفريقيا على إطعام أبنائها وهذا معناه الحرب".
وبوحي من تاريخ عائلته في زراعة البساتين وبفضل التكنولوجيا التي صادفها أثناء رحلات عمل ، بدأ سيديبي عام 2011 تطوير أول صوبة تعمل آليا في مالي كانت عبارة عن هيكل من المعدن والبلاستيك على مساحة هكتار تبرز فوق الأحراج تحت الشمس اللافحة.
وداخل الصوبة التي يتم تغذيتها بنظام ري يعمل بالكمبيوتر توجد مئات الصفوف من شجيرات الطماطم التي تمتلئ أغصانها بالثمار غير الناضجة، وتنمو ثمار الفراولة (الفريز) والفلفل والبطيخ طوال العام.
وتتضاءل المساحات التي يظهر فيها هذا المشهد طبيعيا عبر منطقة الساحل حيث يمتد شريط من الأراضي القاحلة غربا وشرقا على الحافة الجنوبية للصحراء الأفريقية.
ويعد ارتفاع الحرارة في المنطقة من أسوأ مظاهره في العالم ويرى خبراء أن أثره يعد من الأسباب الرئيسية للنزوح والفقر والعنف.
وقال سيديبي "أيام أجدادنا كان المطر يسقط وكانت الدورات منتظمة. (أما الآن) فلم نعد نتحكم في المياه. وإذا كنا لا نتحكم في المياه فنحن لا نتحكم في الزراعة".
ويعمل لديه أكثر من 30 عاملا في الصوبة ارتفاعا من ثمانية عندما بدأ مشروعه قبل قرابة عشر سنوات. وأثار ما تحقق من تقدم حماس العاملين.
قالت هابي تيرا وهي تربط صفوفا من نباتات الطماطم بحبل داخل الصوبة "نعم. بالطبع أريد أن أفعل الشيء نفسه لنفسي".
ويخطط سيديبي لتوسعة مساحة نشاطه في مالي إلى عشرة هكتارات والانتشار في منطقة الساحل بأسرها. وله عملاء في النيجر وتشاد والكاميرون وفرنسا كما أنه باع صوبتين في مالي.