وجه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الجمعة، انتقادات ضمنية لنظيره الامريكى دونالد ترامب واتهم واشنطن والصين وروسيا بإثارة حالة من "انعدام الثقة والأمن في العالم، بفعل المنافسة بين القوى العظمى" قد تهدد بسباق تسلح نووي جديد.
وندد شتاينماير، في تصريحات أدلى بها في افتتاح مؤتمر ميونخ السنوي للأمن، بأسلوب القوى العالمية الكبرى الثلاث في التعامل مع الشؤون الدولية، مشيرا إلى تعهد ترامب "بجعل أميركا عظيمة من جديد" دون ذكر الرئيس الامريكى بشكل مباشر.
وقال شتاينماير متهكما: "عظيمة من جديد، حتى لو على حساب جيرانها وشركائها"، مضيفا روسيا.. جعلت من القوة السياسية والتغيير السافر لحدود القارة الأوروبية أداة سياسية مجددا،والصين تقبل القانون الدولي على نحو انتقائي فحسب عندما لا يتعارض ذلك مع مصالحها ، مضيفا : "أما أقرب حليف لنا، الولايات المتحدة الامريكىة، فإنها ترفض فكرة وجود مجتمع دولي في ظل الإدارة الراهنة".
وتابع قائلا إن نتاج ذلك هو "انعدام ثقة أكثر وتسليح أكثر وأمن أقل.. وكل هذا يفضي إلى سباق تسلح نووي جديد ، معتبرا أنه يتعين على ألمانيا في مقابل ذلك، أن تعزز الإنفاق الدفاعي للمساهمة أكثر في أمن أوروبا والحفاظ على تحالفها مع الولايات المتحدة، وأقر بأن مصالح الولايات المتحدة تميل نحو آسيا أكثر من أوروبا.
وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: "ألمانيا مستعدة لأن تصبح أكثر مشاركة، بما في ذلك عسكريا، لكن دعونا لا نحصر المناقشة في مسألة واحدة. قوة تحالفنا لا تقاس باليورو أو الدولارات وحدها"، وذلك ردا على الضغط الامريكى على ألمانيا لزيادة إنفاقها الدفاعي.
وأضاف ماس : "يحقق النقاش الدؤوب وليس الحد الأقصى من الاضطراب نتائج جيدة". كما تطرق إلى حلف شمال الأطلسي، بالقول: "سويا فحسب نملك القوة الاقتصادية والإمكانات العسكرية وأفكار النظام السياسي اللازمة للدفاع عن النظام العالمي المستقر".
ودعا شتاينماير إلى سياسة أوروبية تجاه روسيا "لا تقتصر على إدانة التصريحات والعقوبات وحدها"، مضيفا أن أوروبا "يجب أن تجد توازنها الخاص مع الصين، في ظل تكثيف المنافسة بين النظم والحاجة إلى التعاون".