تثير التصريحات الأمريكية المتناقضة بشأن فيروس كورونا الشكوك فى قدرة الولايات المتحدة للتصدى لانتشار الفيروس، الذى يؤكد الخبراء أنه سيصل إلى الأراضى الأمريكية، وفقا لتقرير شبكة سي أن أن الأمريكية.
في حين أن الرئيس دونالد ترامب يطمئن الأمة بأن الفيروس "سوف يذهب بعيدا" على حد قوله، وأنه "تحت السيطرة بشكل جيد للغاية"، كان للخبراء في حكومته رأى أخر.
وأثار الخلاف بين تعليقات كبير خبراء التطعيمات فى المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها الدكتورة نانسي ميسونير، وموقف ترامب سؤالًا حول ما سيكون رد فعل الرئيس نظرًا لتاريخه فى التعامل مع المسؤولين الذين يعارضون آرائه معارضة تستند على دليل.
وأدى تفاقم التوتر في الكابيتول هيل إلى سلسلة من التطورات التي تعكس رأي الخبراء، حيث قال مركز السيطرة على الأمراض أن فيروس كورونا لم ينتشر داخل الولايات المتحدة، إلا إنه فى حالة حدوث انتقال مستمر، فإن استراتيجيتها ستدعو المصابين إلى البقاء فى المنزل وقد يكون إيقاف الدراسة وإلغاء الاجتماعات ضروريين بالإضافة إلى العمل عن بُعد لموظفي المكاتب.
ووفقا للتقرير هناك 57 حالة مسجلة لفيروس كورونا في الولايات المتحدة من ضمنهم 40 راكبًا كانوا على متن سفينة Diamond Princess في اليابان، وفي الوقت نفسه أصبح الفيروس أكثر شراسة في أوروبا وآسيا.
وعلى الجانب الآخر، فمن الواضح أن المصالح السياسية لترامب دفعته للتقليل من شأن فيروس كورونا وتبعاته وهو موقف خطير بالنسبة لرئيس يسعى إلى ولاية ثانية حيث حذر الديموقراطيون، الذين يبحثون عن نقاط الضعف في إدارته من تجاهل تصاعد الوباء المحتمل، ولكن قد تدفع المصالح السياسية ترامب لاتخاذ موقف أكثر نشاطا فاذا خرجت الازمة عن نطاق السيطرة يمكن أن تشوه سمعة البيت الأبيض.
كما أصبح القلق بشأن فيروس كورونا إحدى القضايا النادرة التي لا تفرق بين الخطوط الحزبية في واشنطن، حيث واجه السناتور الجمهوري جون كينيدي القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي تشاد وولف بشأن الفيروس في اللجنة الفرعية لمخصصات مجلس الشيوخ.
ووفقا للتقرير، قال كينيدي بعد سؤاله عن انتقال المرض ومستويات الاستعداد: "من المفترض أن تبقينا في مأمن، الشعب الأمريكي يستحق بعض الإجابات الصريحة عن الفيروس ولن أخفى شيئا".
ومن جانبه، صرح وولف للصحفيين بعد الجلسة بأن قسمه "شديد التركيز" وقال "نحن ننفذ عددا من الإجراءات التشغيلية في المطارات والموانئ البرية للدخول".
يذكر أن أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديموقراطي شككوا فى استعداد إدارة ترامب للتصدى للفيروس القاتل، حيث قال السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال عن الإجراءات المتبعة، إنها غير كافية قائلا إنها غير كافية مقارنة بالتهديد القائم من خطر انتشار العدوى في الولايات المتحدة.