قبل أيام من توجهه إلى موسكو للتوصل إلى اتفاق مع روسيا لوقف القتال فى إدلب السورية، حذر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان القوات الحكومية السورية من الانسحاب وإلا فلن يكون هناك "رأس على أكتافهم"، فبعد ست ساعات من المحادثات مع فلاديمير بوتين، أعلن أردوغان عن اتفاق من شانه أن يعزز المكاسب الإقليمية للقوات السورية المدعومة من روسيا فى مواجهة المتمردين الذين تدعمهم تركيا.
وعند عودته من روسيا، قال أردوغان إن اتفاقه مع بوتين سيمهد الطريق للاستقرار فى إدلب ويحمى المدنيين الذين قد يصبحون لاجئين فى تركيا، بعد شهور من القتال الذى أدى إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص. وقال "وقف إطلاق النار يحقق مكاسب مهمة".
إن هذا الاتفاق، إذا تم تنفيذه، يوقف تقدم القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، لكن من خلال تجميد الخطوط الأمامية، والاتفاق على دوريات روسية تركية مشتركة على الطريق الرئيسى السريع بين الشرق والغرب يمر عبر إدلب، تعزز الصفقة انتصارات الأسد الأخيرة فى ميدان المعركة وتسمح لروسيا بنشر أعمق فى إدلب أكثر من ذى قبل.
وقال أوزجر اونلوهيساريبكلى من مؤسسة صندوق مارشال الألماني: "تم إيقاف الجيش السورى، لكن لم يتم صده. ربما تكون هذه أكبر خسارة لتركيا".
حقق تقدم الأسد خلال أسابيع من القتال العنيف السيطرة الكاملة على الطريق السريع الرئيسى الآخر الذى يمر عبر إدلب، والطريق بين الشمال والجنوب الذى يربط العاصمة دمشق بحلب وغيرها من المدن السورية المهمة.
فى موسكو، كان يُنظر على نطاق واسع إلى صفقة يوم الخميس على أنها انتصار لبوتين والأسد على حساب أردوغان.
وقال النائب السابق المؤيد لبوتين، سيرجى ماركوف: "إن الاتفاقية مواتية بشكل غير متوقع لروسيا ودمشق". وأضاف: "روسيا تفوز فى ميدان المعركة وهذا هو السبب وراء فوزها على الجبهة الدبلوماسية".