أعلنت البنوك المركزية، على مستوى العالم، التعبئة سعيا لطمأنة الأسواق، وحملها على تخطى صدمة انتشار فيروس كورونا، فيما ترتفع حصيلة الوباء بشكل متزايد خاصة فى أوروبا ما دفع بالدول إلى إغلاق حدودها وفرض العزلة على شعوبها.
وخفض الاحتياطي الفيدرالى الأمريكى، أمس، الأحد، معدلات فوائده إلى الصفر، مشاركا فى تحرك عالمى منسق للمصارف المركزية، بهدف ضمان عدم نفاد السيولة فى العالم، فى وقت تتكشف عواقب اقتصادية متزايدة للوباء.
في فرنسا، حذر مدير عام شؤون الصحة جيروم سالومون، اليوم، الاثنين، أن الوضع فى البلاد "مقلق جدا" و"يتدهور بسرعة كبيرة"، مشيرا إلى "عدد الحالات بات يتضاعف كل ثلاثة أيام".
الصين واليابان
أعلنت الصين، اليوم، الاثنين، عن أول تراجع لإنتاجها الصناعى في حوالي ثلاثين عاما وانهيار مبيعاتها بالتجزئة.
وقال بنك اليابان المركزى فى اجتماع طارئ إنه سيشترى مزيدا من سندات الشركات والديون التجارية ويؤسس برنامجا جديدا لإقراض الشركات ، وقرر البنك تقديم قروض جديدة للشركات مدتها عام واحد دون فوائد وزيادة الحد الأقصى لمشترياته من سندات الشركات بمقدار تريليوني ين (18.8 مليار دولار).
وقررت سلطة النقد، البنك المركزى، فى هونج كونج، اليوم، الاثنين، خفض أسعار الفائدة بمقدار 64 نقطة أساس إلى 0.86% مع تطبيق الخفض على الفور.
كما خفض البنك المركزى فى نيوزيلندا، أسعار الفائدة من 1% إلى 0.25%، للتقليل من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
أوروبا والولايات المتحدة
وفى ألمانيا، علق الاتحاد الدولى للسياحة، المجموعة السياحية الأولى في العالم، القسم الأكبر من نشاطاته كالرحلات المنظمة، واعلنت الحكومة الفيدرالية مبادرة لمساندة القطاع فى تلك الأزمة ومحاولة إنقاذ الكثير من الشركات من الإفلاس ، بمساعدة الشركات السياحية ببرامج قروض ميسرة من خلال بنك التنمية KfW.
وأعلن وزير الاقتصاد Peter Atmaier توفير 20 مليار يورو بشكل مبدئي للبنك، مع رصد ما قيمته نصف تريليون يورو لهذا الغرض حتى زوال الأزمة.
وفيما أغلقت فرنسا المطاعم والحانات والملاهي ودور السينما والمدارس والجامعات مع وصول حصيلة الوباء إلى خمسة آلاف إصابة و120 وفاة، أبقت على الانتخابات البلدية الأحد، غير أن المشاركة فيها كانت متدنية.
وحظرت النمسا 602 إصابات السبت تجمع أكثر من خمسة أشخاص ومنعت التنقلات إلا للضرورة القصوى.
كذلك أمرت هولندا ولوكسمبورغ الأحد بإغلاق كل المواقع التي يتجمع فيها الناس من مدارس وحانات ومطاعم ومقاه ومتاجر، فيما أمرت إيرلندا بإغلاق الحانات.
وأعلنت صربيا حال الطوارئ لفترة غير محددة وستتم تعبئة الجيش للمساهمة في مكافحة الوباء. كما فرضت بوليفيا والإكوادور وبيرو قيودا صارمة على تنقل سكانها.
إغلاق الحدود بين فرنسا وألمانيا
وتسعى دول عدة لمكافحة انتشار الوباء بإغلاق نفسها بشكل متزايد بما في ذلك داخل الاتحاد الأوروبي، ما يشكل ضربة لمبدأ حرية التنقل داخل التكتل.
وستغلق ألمانيا وفرنسا جزئيا الحدود بينهما ولن تسمح للعبور سوى للعمال العاملين في الدولة الأخرى والبضائع. كذلك أعلنت روسيا والجمهورية التشيكية والأرجنتين وكولومبيا وغواتيمالا الأحد إغلاق حدودها سواء كليا أو جزئيا.
وفي ايطاليا، أبدت سلطات لومبارديا قلقا حيال قدرة نظامها الاستشفائي على امتصاص أعداد المرضى.
وأعلن الفاتيكان الأحد أن جميع صلوات واحتفالات عيد الفصح هذه السنة في ساحة القديس بطرس ستتم بدون مشاركة المؤمنين، كما أن كل اللقاءات العامة والصلوات التي يجريها البابا فرنسيس ستكون " فقط عبر البث المباشر".
غير أن الحبر الأعظم خرج من الفاتيكان الأحد ليصلي في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري التي تؤوي صليبا يعتقد أنه عجائبيا سار به المؤمنون عام 1522 للتضرع من أجل انتهاء وباء "الطاعون الأسود" في روما.
في الولايات المتحدة، أثارت التدابير الجديدة المتخذة حيال الأميركيين العائدين من أوروبا فوضى في المطارات حيث تشكلت صفوف انتظار طويلة لعدة ساعات.
بدورها أمرت مدينتا نيويورك ولوس أنجلوس بإغلاق جميع الحانات والمطاعم والملاهي الليلية، فى تدبير متبع في العديد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا. وفي لاس فيغاس، أغلقت مجموعة "إم جي إم" فنادقها وكازينوهاتها الـ13.
عربيا
اعتمد مصرف الإمارات المركزى، خطة دعم اقتصادي شاملة بقيمة 100 مليار درهم لدعم الاقتصاد وحماية المستهلكين والشركات، منها 50 مليار درهم، لمنح قروض وسلف بتكلفة صفرية للبنوك العاملة بالدولة مغطاة بضمان، بالإضافة إلى 50 مليار درهم يتم تحريرها من رؤوس الأموال الوقائية الإضافية للبنوك.
وفى البحرين قرر مصرف البحرين المركزى اليوم، خفض سعر الفائدة الأساس على ودائع الأسبوع الواحد من 1.75% إلى 1.00%، وخفض سعر الفائدة على ودائع الليلة الواحدة من 1.50% إلى 0.75%، وسعر الفائدة على ودائع الشهر الواحد من 2.20% إلى 1.45%، وبالإضافة إلى خفض سعر الفائدة الذي يفرضه المصرف المركزى على مصارف قطاع التجزئة، مقابل تسهيلات الإقراض من 2.45% إلى 1.70%.
وضع وفيات كورونا عالميا
سجلت إيطاليا، البلد الأكثر تضررا جراء الوباء العالمي في أوروبا، الأحد عددا قياسيا من الوفيات اليومية بلغ 368 وفاة في 24 ساعة، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات في هذا البلد إلى 1809 وفاة.
وتبقى حصيلة الوفيات في الصين، منشأ الوباء، الأعلى حتى الآن مع تسجيل 3199 وفاة، غير أن أسرع انتشار للوباء يسجل حاليا في أوروبا حيث توفي حتى الآن 2291 شخصا، معظمهم في إيطاليا وإسبانيا حيث ازداد عدد الإصابات التي تم إحصاؤها بألفي إصابة جديدة خلال 24 ساعة.
وبات عدد الوفيات في الأماكن الأخرى من العالم يزيد عن حصيلة الصين إذ وصل إلى 3221، في حين يبدو أن البؤرة الأولى للمرض تمكنت من وقف انتشار الفيروس مع تسجيل 16 إصابة جديدة فقط الإثنين، 12 منها قادمة من الخارج.
وبحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس، استنادا إلى مصادر رسمية، توفى بالمجمل 6420 شخصا جراء كوفيد-19 من أصل 159844 إصابة مسجلة في العالم.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية ، أن أوروبا باتت "بؤرة" الوباء. وفرض الاتحاد الأوروبي قيودا على تصدير تجهيزات الحماية الطبية لضمان تموين بلدانه داخليا.
وفرضت إسبانيا، ثانى دولة من حيث الإصابات في أوروبا، على مواطنيها لزوم منازلهم وأعلنت حال الطوارئ لمدة 15 يوما.