عشرات الإصابات والوفيات يوميا في إيطاليا بفيروس كورونا المستجد، سلطت الضوء على واحدة من أكبر الأزمات الصحية فى إيطاليا، وجعلته محط أنظار العالم، وحققت رقم قياسى أمس الأربعاء بوفاة 475 حالة فى يوم واحد.
تناقل صحفيون ومدونون إيطاليون صورة لقافلة عسكرية تقف مقابل أحد أكبر المستشفيات فى مدينة بيرجامو، بإقليم لومبارديا شمالي إيطاليا،
وقال هؤلاء إن الشاحنات تنقل 60 نعشا لأشخاص قضوا بفيروس كورونا فى واحدة من أقسى المشاهد التى تمر فيها إيطاليا هذه الأيام.
وقال المتابعين عبر تغريدات : " للأسف سيأخذونهم لخارج المدينة لمقابر في الضواحي القريبة.. وهناك سيتم حرق الجثث.. لن يتمكن أحباوهم من وداعهم".
My heart breaks for the people of Italy. #Bergamo pic.twitter.com/hjTYif2wq4
— David Vance (@DVATW) March 18, 2020
وحققت إيطاليا رقما قياسيا في عدد الوفيات جراء الفيروس ليصل إجمالي الوفيات إلى 2978 بزيادة بنسبة 19 % ، وهي أكبر نسبة منذ ظهور الفيروس الشهر الماضي.
Queste sono 60 bare, 60 persone 🇮🇹. #CoronaVirus, l’esercito porta via 60 bare dal cimitero di #Bergamo: "Non c’è più posto". Verranno cremate fuori dalla Lombardia. Bergamo e i bergamaschi non potranno neppure piangere i loro cari. Soffriamo con Voi 😥. #RadioSavana pic.twitter.com/pjCZH8C99z
— RadioSavana (@RadioSavana) March 18, 2020
وقالت وكالة الحماية المدنية إن إجمالي عدد حالات الوفاة في إيطاليا، أشد الدول الأوروبية تضررا بالفيروس، ارتفع من 31506 حالات إلى 35713 حالة.
في هذا الوضع، يضطر العاملون في قطاع الصحة نظرا لاحتشاد المستشفيات بالمصابين وعدم وجود أسرة كافية، إلى اختيار من سيشغل هذه الأسرة.
هذا طرح تساؤلا عن السبب وراء تفشى الفيروس فى إيطاليا بصورة أكبر من أى بلد أوروبى آخر؟
خلصت دراسة أجريت في جامعة أكسفورد إلى أن السبب وراء ذلك هو أن إيطاليا هي ثاني أكبر بلاد في العالم من حيث نسبة كبار السن، حيث يمثل من هم 65 عاما وأكبر في إيطاليا نسبة 23 % من السكان، قارن ذلك بنسبة 16 % فى الولايات المتحدة على سبيل المثال، وبالإضافة إلى ذلك فإن صغار السن يميلون إلى الاختلاط بكبار السن.
ويبشير مؤلفو الدراسة إلى أن الإيطاليين الصغار يعيشون مع كبار السن، مثل آبائهم وأجدادهم في المناطق الريفية، ويذهبون إلى أعمالهم في المدن يوميا ثم يعودون إلى منازلهم في المساء، ويعتقد المشرفون على الدراسة، أن هذا السفر المتكرر بين المدن وبيوت العائلة ربما أدى إلى الانتشار "الصامت" للفيروس التاجي الجديد.
وهذا الأمر يعنى أن الشباب الذين يعملون في المناطق الحضرية يلتقطون المرض من هناك، وينقلونه إلى بيوتهم، وما يزيد الأمر سوءا أنه قد لا تظهر عليهم أية أعراض نظرا لصغر سنهم، لذلك قد ينقلونه لكبار السن وهم لا يعلمون ذلك.
ولا يعرف على وجه التحديد السبب الذي يجعل كبار السن أكثر عرضة للمرض، لكن بعض التقارير تشير إلى أن السبب هو ربما ضعف قدرتهم على مكافحة المرض، أو لأن صحة الرئتين لدى صغار السن تكون أفضل.
وكشفت دراسة رسمية أن 99 % من الموتى جراء مضاعفات فيروس كورونا عانوا من أمراض أخرى، وفحص معهد إيطالى، يتخذ من روما مقرا له، السجلات الطبية لنحو 18 % من وفيات الفيروس في البلد، وتوصل إلى أن 0.8 % من المجموع، لم يكن لديهم أمراض سابقة.
وكان ما يقرب من نصف الضحايا يعانون من ثلاثة أمراض سابقة على الأقل، وكان نحو ربعهم يعاني من حالة أو حالتين سابقتين.