قالت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية إنه على الرغم من مرور 30 عاما على كارثة تشيرنوبل النووية، إلا أن تلك الحادثة المأسوية يمكن أن تسبب مزيدا من حالات الإصابة بالسرطان وحالات الموت.
وأوضحت الصحيفة أن ثلاثة عقود قد مرت على انفجار مفاعل تشيرنوبل الذى أدى إلى تسريب إشعاع على مساحة كبيرة تعادل مساحة بريطانيا، ولا تزال المخاوف بشأن الكارثة النووية الأسوأ فى العالم لا يزال من الممكن أن تسبب مزيدا من الأمراض والسرطان ومزيدا من الوفيات.
والحادث الذى وقع فى مثل هذا اليوم 26 من إبريل عام 1986، قتل على الأقل 28 شخصا عندما حدث انفجارا أثناء اختبار روتينى مما تسبب فى تدمير المفاعل الرابع فى المنشأة الواقعة بأوكرانيا التى كانت لا تزال فى هذا الوقت جزءا من الاتحاد السوفيتى.
ووفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، فإن إجمالى عدد الوفيات من السرطان الذى تسبب فيه الحادث متوقع أن يصل إلى أربعة آلاف شخص لمن تعرضوا لجرعات حالية من الإشعاع، وخمسة آلاف أخرى بين الأقل تعرضا له. وفى نفس الوقت، تقول هذه المنظمات إنه لا يوجد دليل على معدلات أعلى للوفاة أو الأمراض للخمسة ملايين شخص الذين لا يزالوا يعيشون فى الأراضى الملوثة فى روسيا وبلاروسيا وأوكرانيا.
إلا أن بعض الأطباء والعلماء والعالمين فى مجال الصحة الذين يعملون ويعيشون فى المنطقة يصرون على أن معدلات الوفاة ستكون أعلى بكثير، ربما تصل إلى مليون حالة، وفقا لدراسة عن أسوأ السيناريوهات نشرتها أكاديمية نيويورك للعلوم فى عام 2011. ويعترفون بصعوبة التفرقة بين معدلات السرطان والأمراض الطبيعية بين الناس والحالات التى تسببت فيها كارثة تشيرنوبل، لكنها يقولون إن الأدلة العملية كاسحة.
ونقلت الصحيفة عن بيودميلا زاكريفسكا، رئيس منظمة أطفال تشيرنوبل فى كييف بأوكرانيا، والتى تجمع أموالا لعلاج الأطفال المرضى بسبب الحادث إن حكومة أوكرانيا تتحدث صراحة عن حقيقة أنها تعتقد أن مشكلة تشيرنوبل أصبحت جزءا من الماضى، وأن غالبية الوفيات قد حدثت بالفعل، وأن الأمور ستتحسن بمرور الوقت. إلا أنهم يحاولون أن يثبتوا للسلطات دائما أن هناك الآلاف والآلاف من أطفال تشيرنوبل الذين يعانون من خطر شديد على جهاز المناعة الخاصة بهم.
لكن ليس كل الخبراء يرون أن الوضع الحالى ينذر بكارثة. ويقول مايكل فوكس، المتخصص فى الإشعاع بجامعة ولاية كولورادو، إن التهديد الأكبر من تشيرنوبل هو من الذعر والتوتر الناجم عن التقارير الإعلامية غير دقيقية، مشيرا إلى أننا نتعرض باستمرار لمصادر داخلية وخارجية من الإشعاع دون مشكلة ما لم تكن النسب عالية جدا.