فى قرارات حاسمة لمواجهة الأزمة غير المسبوقة، أعلنت إسبانيا وبشكل رسمى، حظر كل المراسم الجنائزية، وحددت عدد المسموح بمشاركتهم فى دفن أى ميت بثلاثة أشخاص على الأكثر، وذلك فى مسعى لمكافحة تفشّى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، فى ثانى بلد فى العالم من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الوباء.
وجاء فى مرسوم نشر فى الجريدة الرسمية، الاثنين، أنه تقرّر إرجاء إحياء الاحتفالات الدينية والمراسم الجنائزية المدنية إلى ما بعد انتهاء حالة الإنذار السارية فى البلاد، التى تم بموجبها فرض إغلاق عام حتى 11 أبريل، للحد من تفشى الوباء.
كما حدد المرسوم بثلاثة أشخاص العدد الأقصى للمسموح لهم بالمشاركة فى مراسم تشييع، أو دفن أى من أقاربهم، بشرط أن يحترم هؤلاء قواعد التباعد الاجتماعى، التى تفرض عليهم عدم الاقتراب من بعضهم البعض "لمسافة تقل عن متر أو مترين"، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية.
وأصبحت إسبانيا ثانى أكبر دولة فى العالم، بعد إيطاليا، من حيث عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19، إذ حصد الوباء، حتى مساء الاثنين، أرواح 7340 شخصاً، من أصل أكثر من 85 ألف مصاب فى هذا البلد.
ويشار إلى أن ماريا خوسيه سييرا مسئولة الصحة الطارئة الإسبانية، كانت قد قالت إن فرناندو سيمون، الذى يقود مواجهة البلاد لوباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ويحافظ على اتصالات منتظمة مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، أصيب بالفيروس التاجى، موضحه أن نتائج اختبار الفيروس لمدير الطوارئ الصحية فى إسبانية كانت إيجابية.
وفى حديثها فى مؤتمر صحفى يومى - حيث حلت محل سيمون بعد إصابته - قالت سييرا، إن الاتجاه فى الإصابات اليومية قد تغير منذ تطبيق إجراءات الإغلاق، حيث ترتفع الإصابات الجديدة الآن بنسبة 12% تقريبًا فى اليوم، مقارنة بنحو 20% قبل 25 مارس، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ويذكر أن الدكتور بشير حسن الباحث السياسى بجامعة إشبيليه، كان قد قال إن إسبانيا بدأت تتنفس الصعداء بعد الانخفاض الذى شهدته خلال الساعات الماضية من حيث الإصابات بفيروس كورونا وكذلك الوفيات، موضحًا أن هذا اليوم شهدت انخفاضا ملحوظا فى الوفيات عن الثلاث أيام الماضية، إلا أن الحكومة الإسبانية لا زالت تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة الفيروس.
وقال الباحث السياسى بجامعة إشبيليه، فى تصريحات لقناة إكسترا نيوز، الاثنين، إن العاصمة مدريد تعض أكثرا لمدن تعرضا للإصابات فى إسبانيا بفيروس كورونا والأكثر إصابة بالفيروس المستجد، يليها إقليم كتالونيا، ثم باقى المدن الإسبانية الأخرى موزع فيها الإصابات بشكل متساوى.
وأوضح الباحث السياسى بجامعة إشبيليه، أن الحكومة الإسبانية منعت المواطنين من النزول من المنازل حيث من المقرر أن يستمر حظر التجول حتى 9 أبريل المقبل لمواجهة تزايد انتشار الفيروس، خاصة أن إسبانيا أصبحت ثانى أكثر دول أوروبا وفيات وإصابات بعد إيطاليا.
وفى وقت سابق افتتحت فى العاصمة الإسبانية مدريد مشرحة الجثث المؤقتة الثانية الخاصة بضحايا الفيروس كورونا المستجد، وتحتل إسبانيا المرتبة الثالثة فى العالم بالنسبة لعدد المصابين بـ"كوفيد – 19". وفق ما ذكرته "روسيا اليوم" الإخبارية.