أعلن رئيس "أمة نافاجو" من السكان الأصليين فى الولايات المتحدة إغلاق "حدود قبيلتهم" وفرض حظر التجول، بعد أن أودى الوباء بحياة سبعة من أعضائها، وأصاب أكثر من 174 منهم، حتى الآن.
وقال "رئيس الأمة" جوناثان نيز في بيان "علينا أن نعزل أنفسنا لعزل الفيروس"، وأمر بإجراءات الإغلاق فى جميع أنحاء أراضي القبيلة فى جنوب غرب الولايات المتحدة.
ونقل موقع قناة الحرة أن قادة القبيلة التى تعتبر من أواخر قبائل السكان الأصليين الكبيرة، والتى يعيش أعضاؤها فى أكبر محمية أمريكية أصلية فى الولايات المتحدة ، وجهوا انتقادات لإجراءات الحكومة واتهموها "بتجاهل السكان الأصليين مجددا"، وحث نيز أبناء شعبه على البقاء "أقوياء" والعناية ببعضهم البعض خلال الوباء على الرغم من نقص الدعم.
وأضاف ،"هناك إحباط من القيادة، ليس فقط هنا فى نافاجو، ولكن فى كل البلاد الهندية، نشعر أن حكومة الولايات المتحدة تجاهلت مرة أخرى أو حتى استبعدت أول السكان، أول الناس، أول المواطنين في هذا البلد، السكان الأصليين".
وقال إن القبائل لم تشهد حتى الآن أيًا من الموارد المخصصة في مشاريع القوانين الثلاثة لتخفيف أثر انتشار فيروس كورونا التي وقع عليها الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي.
ويوم الاثنين، حذرت حاكمة ولاية نيو مكسيكو، ميشيل لوجان جريشام الرئيس دونالد ترامب من حدوث "طفرات لا تصدق" في انتشار فيروس كورونا في أراضى نافاجو، محذرة من أن الفيروس يمكن أن "يمحو" بعض هذه القبائل.
ويعيش في أراضى القبيلة نحو 157 ألف شخص في منطقة شبه معزولة مساحتها نحو 27400 ميل مربع (71000 كيلومتر مربع) تمتد عبر ثلاث ولايات أمريكية.
ويعيش العديد من العائلات الكبيرة معًا في منزل واحد، وهو ما يخلق بيئة مثالية لانتشار الفيروس بسرعة.
ومع ظهور أكثر من 20 حالة جديدة كل يوم، تخشى السلطات من أن تنهك قدرات المستشفيات الصغيرة الأربع الموجودة في المحمية بسرعة.
وقال نائب الرئيس ميرون ليزر في بيان "لم نصل تقريبا إلى ذروة الفيروس - هذا ما يخبرنا به خبراء الرعاية الصحية لدينا".
وطلبت القبيلة من وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية الأمريكية (FEMA)، والحرس الوطنى فى أريزونا، المساعدة فى إنشاء مرافق فى مدينتين والمساعدة في توفير المعدات الطبية.
كما دخلت قبيلة هوبى، الأصغر حجماً، التي يقع مقرها بالكامل داخل إقليم نافاجو، الحجر الصحي الأسبوع الماضي.
وتعد المجتمعات الأمريكية الأصلية من بين أفقر المجتمعات فى الولايات المتحدة، ودفعت مرارًا وتكرارًا ضد السياسات التي يقولون إنها تنتهك حقوقهم باعتبارهم السكان الأصليين للبلاد، معبرة عن الغضب من الحدود المفروضة والمخاوف البيئية.
وعاش السكان الأصليون في الأمريكيتين مع خطر الأمراض المعدية لعدة قرون، حيث قضى مرض الجدرى الذى نقله المستعمرون الأوروبيون معهم على أعداد كبيرة منهم.