أكد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء مملكة البحرين، أن العالم في ظل التحديات الراهنة وما يعيشه من ظروف استثنائية بحاجة إلى تعزيز التعاون والتكاتف الإنساني على أسس من الضمير الصادق الذي يبث الخير والأمل، ويساند المساعي المشتركة للبشرية في النماء والتقدم.
وقال: "إن العالم اليوم يعيش تحولات كبرى لم يشهدها من قبل، في ظل ما تواجهه البشرية حالياً مع تفشي فيروس "كورونا"، والخسائر الفادحة التي تنتج عنه، وهو ما يحتاج إلى رؤية مشتركة واضحة تضع حدًا لكل ما يهدد الإنسانية من أخطار".
وشدد في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للضمير، والذي يصادف اليوم الخامس من إبريل كل عام، على أهمية قيمة الضمير كمرتكز إنساني يُنبه العالم إلى ضرورة القيام بمسئولياته المشتركة تجاه كل ما يحقق التقارب بين البشر ويلبي تطلعات الشعوب في النماء والاستقرار.
وعبّر عن تطلعه إلى أن يكون اليوم الدولي للضمير، عاملا مساهماً في تحقيق التطلعات المشتركة نحو عالم يسوده السلام والوئام.
وأكد أن الضمير الواعي هو الأمل لكل الانسانية في الحفاظ على ديمومة استقرار الأمم والشعوب.
وقال: "إن مبادرتنا بالدعوة إلى يوم دولي للضمير، جاءت من ايماننا بضرورة قيام المجتمع الدولي بمسئولياته الأخلاقية في وضع حد لما يعانيه العالم اليوم من نزاعات وحروب وصراعات نتجت عنها أوضاعا ماساوية على الشعوب التي باتت ترزح تحت معاناة الفقر والجوع والمرض والأوبئة والتشرد.
وأضاف : "إن دعوتنا هذه نابعة من القيم والمبادئ والارث الحضاري والتاريخي لمملكة البحرين الذي تمتزج فيه الثقافة والتراث ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف". مؤكدا "إن البحرين عاشت، وما زالت، كمجتمع متماسك ومتطور يقوم على التنوع والتعدد الحضاري والثقافي".
ونوه إلى أن هذه القيم الرفيعة كرّستها مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، حفظه الله، ودوّنتها في ميثاق العمل الوطني والدستور وعزّزت من خلالها قيم الحرية والمساواة والعدالة بين الجميع.
وقال: "إن علينا الاحتكام إلى ضمائرنا وما تمليه علينا من قيم نبيلة، في وضع الحلول للقضايا التي تؤرق حاضر العالم وتهدد مستقبله".
وأكد أننا أمام مسئولية كبرى تجاه مستقبل العالم، وعلينا في اليوم الدولي للضمير، بل في كل يوم، أن يعمل المجتمع الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة على ارتياد طريق الحق والبعد عن نوازع الشر.
وعبر عن أمله في أن تنتصر إرادة الخير والسلام والتنمية على دعوات العنف والكراهية، وأن يخطو العالم نحو مستقبل تصان فيه الإنجازات الحضارية لنا ولأجيالنا القادمة.
وقال : "إن دعوة الله إلى البشرية منذ الخليقة عبر الأنبياء والرسل، هي التعاون والتقارب والمحبة كأساس لعمارة الأرض وخيرها، وأن الضمير هو طاقة النور والأمل، وسيظل هو الموجه نحو كل ما يلبي قيم الخير والسلام".
وحث المثقفين والمفكرين ونخب المجتمع على القيام بدور ريادي واستنهاض الهمم وتطويع فلسفة الضمير في خدمة القضايا الإنسانية، والسعي إلى بناء فهم دولي مشترك يسوده الأمن والطمأنينة.
وقال إن العالم اليوم بحاجة إلى وضع استراتيجيات جديدة تعزز من مفهوم "الأمن الصحي العالمي" باعتباره جزءًا لا ينفصل عن الأمن في مفهومه الشامل.
وأكد أن الدروس المستفادة من هذه الأزمة هو أن العولمة بمفهومها التقليدي القائم على السيطرة والتبعية لم يعد لها مكان، فالعالم اليوم يشهد ما يمكن أن يطلق عليه "العولمة الانسانية".
وعبّر في ختام رسالته عن تطلعه إلى أن يكون الاحتفال باليوم الدولي الأول للضمير، بداية لتحديد الأطر والقواعد لتفعيل وإحياء الضمير العالمي كقيمة إنسانية جامعة تدعو إلى السلام والمحبة وكل ما يحقق الخير والحق والعدالة والمساواة.