قال كريستوف هوجلين، الباحث في تلوث الهواء في المختبرات الفدرالية لعلوم المواد والتكنولوجيا (إمبا) في سويسرا، أن أزمة كورونا تسببت في تراجع التلوث البيئي من مختلف أنحاء العالم، بسبب الإجراءات الصحية المتخذة والتي جعلت نشاط الانسان وتأثيره على البيئة أقل.
وأوضح أنه على سبيل المثال تراجع الضباب الدخانى في سماء الصين، وأصبحت القنوات المائية نقية في البندقية، وباتت جودة الهواء أفضل في أجزاء من سويسرا.
وأشار الباحث السويسرى، إلى أنه فى سويسرا تم إلغاء أو إغلاق كل شيء يعتبر غير ضرورى، كما قلصت وسائل النقل العام وتيرة رحلاتها إلى الحد الأدنى، ويعمل الموظفون عن بعد قدر المستطاع.
وأضاف، "في المناطق الحضرية، يمكننا ملاحظة تأثير واضح للإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، خاصة في الحد من ثاني أكسيد النيتروجين، ولكن في المناطق الريفية، لا نرى مثل هذا التأثير، لأن الطقس جيد بالفعل إلى حد أنه لدينا من الأساس جودة هواء عالية بشكل استثنائي."
وتابع، "لفهم كيفية تأثير إجراءات الإغلاق والحد من التنقل على نسبة تركيز ثاني أكسيد النيتروجين في شهر مارس المنصرم، لقد قارنا في "إمبا" المستويات المرصودة مع التنبؤات المستندة إلى الحالة في الوضع المعتاد والأرصاد الجوية الحالية، وجاءت البيانات من مواقع المراقبة في جميع أنحاء البلاد.
وفي مناطق معينة، مثل بيرن ولوجانو، لوحظت كميات أقل بكثير مما كان متوقع من ثاني أكسيد النيتروجين في الهواءـ ولكن في ريف بيرومنستر بالقرب من لوتسيرن، بدت تلك المستويات أعلى بكثير من المتوق، ورجح الباحثون تلك النتائج، بسبب المسافة الكبيرة نسبيا التي تفصل المستشعر عن حركة المرور على الطرق، والتركيزات الإجمالية المنخفضة للغاية لهذا الغاز في هذه المنطقة الريفية، وعدم اليقين من دقة نموذج وطريقة القياس عند هذه القيم المنخفضة.