كشفت وثائق حكومية، أن السلطات الصحية الإيرانية تطلب من العائلات التي تريد دفن ضحاياها بسبب مرض "كوفيد 19" الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا، التنسيق مع الحرس الثوري لإصدار شهادة الوفاة، الأمر الذي أثار تساؤلات وخلافات، حسب ما نقلته العربية الإخبارية.
ونشرت حسابات إيرانية، رسالة من مسؤول صحي أظهرت أنه من أجل الحصول على شهادات وفاة لضحايا كوفيد 19 أو الأشخاص المشتبه في وفاتهم بسبب فيروس كورونا، يجب على الأسر أن تراجع الحرس الثوري بالإضافة إلى وزارة الصحة.
وتعليقا على الرسالة، قال علي رضا وهاب زاده، مستشار وزير الصحة الإيراني، لوكالة أنباء "فارس" المقربة من الحرس الثوري، الجمعة، إنه من أجل دفن الضحايا يجب التعامل مع قوات الباسيج شبه العسكرية ولهذا يجب إخطار الحرس الثوري من أجل إصدار شهادة الوفاة.
ويبدو أن أحد أسباب قيام الباسيج بالدفن هو التأكد من أن لا تقوم العائلات بالتجمع بأعداد كبيرة أثناء عملية الدفن وفقا لما تقتضيه التقاليد.
وتُظهر مقاطع كثيرة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أعدادًا من عناصر الباسيج وهم يقومون بدفن ضحايا فيروس كورونا في مقابر عميقة يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار لمنع أي خطر من انتشار الفيروس.
ومع ذلك، ليس لدى الحرس الثوري الإيراني أي سابقة أو تخويل قانوني في إصدارا شهادات الوفاة، وهذا ما دفع بالناشطين أن يتهموا هذا الكيان العسكري بتسجيل أسباب وفاة مغايرة لضحايا كورونا، حيث ظهرت تقارير في الأسابيع القليلة الماضية في إيران تشير إلى أن شهادات وفاة العديد من ضحايا الوباء، كتب عليها "مضاعفات تنفسية"، بدلاً من كوفيد-19 كسبب للوفاة.
هذا في حين كانت الإحصاءات الرسمية الإيرانية حول الإصابات والوفيات خطيرة للغاية منذ بدء تفشي المرض، مما دفع الكثيرين إلى التشكيك في الأرقام.
وقد أعلنت إيران حتى الآن عن أكثر من 4000 حالة وفاة و66000 حالة إصابة، لكن تقديرات الصحافة المستقلة التي ترصد تفشي الوباء في كل المحافظات الإيرانية تشير إلى أكثر من 8 آلاف حالة وفاة وأكثر من 140 ألف إصابة.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، إن حصيلة الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا زادت 122 شخصا فى الأربعة والعشرين ساعة الماضية لتصل إلى 4232 حالة وفاة اليوم الجمعة، كما أن هناك 35465 شخصا تعافوا من مرض كوفيد-19.
وأضاف المتحدث كيانوش جهانبور للتلفزيون الرسمى، إن عدد حالات الإصابة الجديدة بلغ 1972 حالة فى الأربعة والعشرين ساعة الماضية ليصل الإجمالى إلى 68192 شخصا، إضافة إلى 3969 فى حالة حرجة.
وقد أفاد وورلد ميتر المتخصص فى رصد حالات الإصابة بفيروس كورونا حول العالم، عن وصول الإصابات لمليون و608 آلاف حالة إصابة فى العالم، كما أن عدد الوفيات وصل لـ95 ألفا و968 حالة واقترب من 100 ألف حالة، والمتعافين 385 ألف حالة.
وقالت مسئولة بمنظمة الصحة العالمية، إن حالات الإصابة بفيروس كورونا فى أوروبا تتضاعف بسرعة كبيرة جدا كل ثلاثة أو أربعة أيام.
وأوضحت د.ماريا فان كيركوف، فى نقاش استضافته شبكة "سى إن إن" الأمريكية، مساء أمس الخميس، أن العلماء يحددون عدد الحالات التى يتم تسجيلها كل يوم، وبأى سرعة تتضاعف هذه الأعداد، وهذا المعدل هو ما يسمى بوقت التضاعف.
وفى الوقت الحالى، وعبر أوروبا، فإن وقت التضاعف هو ثلاثة أو أربعة أيام، وهو معدل سريع للغاية.
وتابعت فان كيروكوف، قائلة أنها أعربت عن أهمية الاختبار لتحديد الانتشار السريع للوباء. وقالت: لو أنكم ترون دولا بها معدل إيجابية 30%، فإن هذا يعنى أن هناك الكثير من الحالات بها، ولو أنكم ترون دول لديها معدل إيجابية 1%، فإن هذا يعنى أنهم يسجلون بالفعل المزيد من الحالات".