أطلق مبعوثو الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط اليوم نداء خلال بيانا مشتركا لدعوة جميع الأطراف إلى المشاركة، بحسن نية ودون شروط مسبقة، في التفاوض على وقف فوري للأعمال العدائية المستمرة، ووضع وقف إطلاق نار والتوصل إلى حلول طويلة الأمد للصراعات المستمرة في جميع أنحاء المنطقة.
وجاءت الدعوة الأممية خلال بيان مشترك صادر، اليوم السبت، عن كل من جير بيدرسون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا؛ يان كوبيش، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان؛ جينين هينيس-بلاسخارت، مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق؛ مارتن جريفيثس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن؛ ونيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وناشد المبعوثون الأمميون الجميع ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتخفيف حدة التوترات والعمل على حل الخلافات من خلال الحوار أو التفاوض أو الوساطة أو الوسائل السلمية الأخرى، داعين كافة الأطراف إلى الامتناع عن أي أنشطة يمكن أن تؤدي إلى المزيد من التدهور في الاستقرار والأمن في أي بلد أو في المنطقة ككل.
وجاء البيان تأكيدا للنداء الذي أطلقه أمين عام الأمم المتحدة في مارس والداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم، وحث جميع الأطراف المتحاربة على الابتعاد عن الأعمال العدائية، ووضع مشاعر عدم الثقة والعداوة جانبا، وإسكات بنادقها، وقال المبعوثون الأمميون إن الكثيرين في الشرق الأوسط عانوا من الصراعات والحرمان لفترة طويلة، وتتفاقم معاناتهم الآن بسبب أزمة فيروس كـوفيد-19 وآثارها المحتملة على المدى الطويل في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وحث البيان الأطراف على التواصل عبر خطوط النزاع والتعاون محليا وإقليميا وعالميا لوقف الانتشار السريع للفيروس، وتقاسم الموارد، حيثما أمكن، والسماح بالوصول إلى المرافق الطبية عند الحاجة.
ودعا مبعوثو الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط جميع الأطراف إلى تسهيل الوصول والمساعدات الإنسانية إلى النازحين داخليا واللاجئين، والمجتمعات المحاصرة، وجميع الذين دمرتهم الحرب والحرمان، دون تحيز أو تمييز. ويتطلب هذا تتبعا سريعا لتنقل العاملين الصحيين والإغاثة على الحدود وداخل البلاد وضمان حمايتهم. كما دعوا الجميع إلى تسهيل العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين والمشردين داخلياً إلى منازلهم من خلال إجراءات وتدابير عاجلة وفعالة وذات مغزى.
وطالب مبعوثو الأمين العام جميع الشركاء إلى العمل مع الأمم المتحدة على خطط الاستجابة الدولية العاجلة وإجراءات التعافي. لا يمكن لأي دولة أو منطقة أو مجتمع أن يواجه تحدي فيروس كوفيد-19 لوحده وأكد البيان على إن التضامن مطلوب اليوم وسوف تكون هناك حاجة ماسة إليه غدا.
وشدد المبعوثون الأمميون على أنهم سيواصلون "التركيز على الدبلوماسية الوقائية، وعلى مساعدة جميع الجهود للاستجابة للعواقب الصحية والاجتماعية الاقتصادية للأزمة، ودعم التعاون الشامل لمصلحة السلام ورفاهية الجميع، والعمل بلا هوادة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأكثر الفئات ضعفاً، والانخراط بحزم في تحقيق هذه الأهداف."
واختتم مبعوثو الأمين العام بيانهم بالقول: لن تنجح أي من هذه الجهود إذا لم يتم إسكات أسلحة الحرب والصراع. في هكذا وقت، لا بد وأن تذعن الحزبية والمصالح الضيقة للقضية الأعظم ومصالح الشعب. لذلك فإننا نكرر دعوة الأمين العام المواجهة إلى جميع الأطراف في الشرق الأوسط للعمل مع الأمم المتحدة حتى نتمكن من "التركيز معا على المعركة الحقيقية في حياتنا".