تستعد كوريا الجنوبية لتكون اول الدول التي تجري انتخابات وطنية في ظل تفشي وباء كورونا وهو ما اجبر المرشحين على التخلي عن المتعارف عليه في الحملات الانتخابية، وفقا لتقرير صحيفة الجارديان، حيث تشير الدلائل إلى أن الفيروس فشل في ابعاد الناخبين عن صناديق الاقتراع حيث أدلي أكثر من 5 ملايين ناخب بأصواتهم مبكرا وهو ما يعتبر رقم قياسي منذ بد التصويت المسبق قبل 7 سنوات.
في الأوقات العادية سيكون المسيطر على انتخابات ال 15 من ابريل هو خلق الوظائف والأجور وبرنامج الأسلحة النووية في كوريا الشمالية لكن الوباء قلب الموازين، وصل الرئيس مون جايين الى مركز الاقتراع ولم يسمح له بالتصويت الا بعد قياس درجة حرارته وغسل يديه وارتدى القفازات.
ووفقا للتقرير حازت كوريا الجنوبية على إشادة من منظمة الصحة العالمية لنجاحها في السيطرة على تفشي المرض وسعى أكثر من 10 من قادة العالم للحصول على مشورة سيول بشأن إجراءات الحجر الصحي وطلب مجموعات الاختبار، وحصلت الاستجابة الكورية في التعامل مع الفيروس على نسب موافقة وصلت الى 60%.
استطاعت كوريا الجنوبية ان تقلل الإصابات اليومية إلى حوالي 50 أو أقل ، بانخفاض عن ذروة أواخر فبراير التي تجاوزت 900 ، من خلال مجموعة من الاختبارات العدوانية والمراقبة والتشتيت الاجتماعي والحجر الصحي الصارم للقادمين من الخارج. كان لديها ما مجموعه 10537 حالة ، مع 217 حالة وفاة ، حتى بعد ظهر يوم الاثنين 13 أبريل ، وفقًا للمراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. تعافى أكثر من 7000 مصاب من المرض.
ومن المتوقع أن يمنح رد الدولة حزب موون الديمقراطي الكوري دفعة غير متوقعة بعد عام من الفضائح السياسية، حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه باحثون أن معدلات قبوله وصلت إلى أعلى مستوى لها في 16 شهرًا الأسبوع الماضي ، في حين أن شعبية حزبه كانت أعلى بنسبة 15% من حزب يونايتد المستقبل المعارض الرئيسي المحافظ.
وقال مسؤول بارز بالحزب الحاكم "لقد شعرنا بالرعب منذ عدة أسابيع ، ولكن بفضل تعامل الحكومة مع الوباء، نعتقد أننا سنفعل أفضل بكثير مما كنا نتوقع.. لقد غيّر الوباء آليات التصويت لملايين الكوريين الجنوبيين وسط مخاوف من أن تؤدي مراكز الاقتراع إلى موجة ثانية من الإصابات بعد ان سيطرت الدولة على انتشار covid-19 الى حد كبير".
قالت الجارديان انه تم تطهير أكثر من 3500 مركز اقتراع ويجب على جميع الناخبين استخدام مطهر اليدين وارتداء قناع وقفازات ويتم توجيه الذين لا يمرون في فحص درجة الحرارة إلى أكشاك خاصة ، في حين تم إنشاء مراكز اقتراع منفصلة لأكثر من 3000 مريض بكورونا و 900 من العاملين بالرعاية الصحية في سيول وسيسمح للأشخاص في الحجر الصحي بالتصويت من المنزل.