أدى تفشى وباء كورونا فى جميع أنحاء العالم إلى تطور غير مسبوق فى تكنولوجيا المراقبة الرقمية، حيث يواجه مليارات من الأشخاص رصدا قد يكون من الصعب التراجع عنه.
تستخدم الحكومات فى 25 دولة على الأقل برامج لتتبع بيانات الهواتف الذكية وتطبيقات لتسجيل الاتصال الشخصى مع الآخرين وطائرات الدرونز لفرض أنظمة العزل الاجتماعى، وفقا لتقرير الجارديان.
فى الصين قام مئات الملايين بتثبيت تطبيقات "رمز الصحة" الإلزامية التى تحدد ما إذا كان يمكن للمستخدمين - أو الذين تم منحهم ترميزات ملونة باللون الأخضر أو الأصفر أو الأحمر (لمرضىCovid-19المؤكدين) - السفر أو مغادرة المنزل.
وفى أوروبا تقوم بعض الحكومات الأكثر وعيًا بالخصوصية فى العالم بجمع بيانات الاتصالات وتوظيف طائرات الدرونز ونسخ تطبيقات تتبع جهات الاتصال فى آسيا، وفى الولايات المتحدة أعلنتAppleوGoogleأنهما ستفتحان أنظمة تشغيل الهواتف للسماح بتطبيقات مماثلة، والتى سيتم تشغيلها على هواتفiPhoneوAndroidعلى حد سواء.
وستطلب موسكو التى يبلغ سكانها 12 مليون نسمة من المواطنين الحصول على رموز الاستجابة السريعة للتحرك فى شوارعها وتسعى إلى استخدام 100.000 كاميرا مراقبة وتقنية التعرف على الوجه لفرض خطط العزل الذاتي.
وفى الهند جربت السلطات المحلية حلولًا مثل تطبيقات تتبع الهاتف الذكى وصور شخصية لتحديد الموقع الجغرافى وإطلاق عناوين مرضى كورونا.
ومع انتشار طرق المراقبة الرقمية ظهر عدد من المبادرات العالمية للتنبؤ بمدى تقدم تلك التقنيات. وحذر المشاركون فى الحملة من أن التركيز على تدابير المراقبة قد يحول الموارد من الأساليب التى تركز على الصحة ، مثل تحسين القدرة على الاختبار أو تزويد المستشفيات بمزيد من المعدات الطبية.
ووفقا للتقرير اصدرت هونج كونج أساور تتبع للوافدين الدوليين الذين يتصلون بتطبيقMobileHomeSafeللهواتف الذكية و"عنوان الحجر الصحي" المسجل، بينما يعمل تطبيقTraceTogetherبسنغافورة، والذى يستخدم البلوتوث للعثور على الأشخاص على بُعد مترين من شخص تم تشخيصه بـCovid-19لمدة نصف ساعة أو أكثر والذى اصبح مسموحا لدول اخرى بنسخه.
وكانت عمليات التتبع الأكثر فعالية فى كوريا الجنوبية، التى استخدمت بيانات نظام تحديد المواقع العالمى ولقطات الدوائر التلفزيونية المغلقة وسجلات بطاقات الائتمان لتحديد وتحذير ضحايا المرض المشتبه بهم.
وأصبح اعتماد تطبيقات التتبع وإجراءات المراقبة الإلكترونية الأخرى قضية تثير القلق فى بروكسل، حيث تم تحذير الدول الأعضاء من الخطر على "الحقوق والحريات الأساسية" للاتحاد الأوروبي.
وقد أبدت السلطات فى بولندا وهولندا وإسبانيا وأيرلندا والمملكة المتحدة اهتمامًا أو بدأت فى طرح تطبيقات الهاتف المحمول لمساعدتها على تتبع وتعقب المصابين بالفيروس.
وقال وزير الصحة الهولندى إن 60% على الأقل من السكان سيحتاجون إلى تنزيل التطبيق الهولندى المماثل ليكون فعالاً وقال خلال مؤتمر صحفى: "إننا نبحث ما إذا كان يمكنك أن تطلب من الجميع القيام بذلك".
وفى الوقت نفسه، أصدرت شركات الاتصالات فى إيطاليا وإسبانيا ودول الاتحاد الأوروبى الأخرى "خرائط حرارية" لحركات المستخدمين.
وفى روسيا ساعدت الأزمة فى الكشف عن إمكانيات الدولة للمراقبة، وقال مسئولون الشهر الماضى إنهم سيستخدمون تطبيقات الهاتف المحمول ، ويستخدمون كاميراتCCTVللتعرف على الوجه، ورموزQR، وبيانات الهواتف الذكية، وسجلات بطاقات الائتمان فى قائمة المراقبة الرقمية التى أطلق عليها أعضاء المعارضة اسم "cybergulag".
ومع ذلك لا تزال معظم انتهاكات الحجر الصحى مكشوفة من خلال المراقبة المادية المتمثلة فى دوريات الشرطة وحواجز الطرق فى الشوارع.