قالت صحيفة "موسكو تايمز" الروسية، إن تفشى وباء كورونا أفسد خطط الرئيس فلاديمير بوتين لإجراء تصويت عام على بقائه فى السلطة إلى الأبد. وأشارت الصحيفة فى مقال للكاتب إيليا كليشين إلى أنه فى ظل معاناة عشرات الملايين من الروس ماليا كأحد تداعيات الوباء، لا ينبغى على بوتين أن يتوقع إقبال حماسى على التعديلات الدستورية الأخيرة.
ويشير الكاتب إلى أن المعارضة الروسية لديها ثلاث معتقدات، والتى أصبحت سائدة طوال العشرين عاما التى أمضاها الرئيس بوتين فى الحكم، الأول أن حكمه سينهار بسبب الأخبار السيئة، والثانى أنه برغم أن قادرة الكرملين يبلون بلاء حسنا الآن، فإنهم سيتضررون عندما تتراجع أسعار النفط، والثالث أن بوتين سيكون نفسه أخيرا إلى وضع ستزداد فيه الأمور سوءا بالنسبة له.
ويقول الكاتب إن بوتين ربما لا يكون قلقا بشكل كبير إزاء تفشى كورونا، لكنه بلا شك لا يستطيع النوم بسبب عدم حسم الأمر بالنسبة للتعديلات الدستورية. وأصبح وضعه يشبه معضلة الشطرنج الكلاسيكية التى تؤدى فيها أى حركة إلى جعل الأمور تزداد سوءا.
وعلى الرغم من أن التصويت الشعبى لم يكن شرطا لاعتماد هذه التعديلات، فقد وعد بوتين شخصيا فى عدة مناسبات بعقدها حتى يتمكن من سماع رأى الشعب. والجميع يعرف أن التصويت كان مجرد إجراء شكليا، بحسب الكاتب، لأنه لن يكون استفتاء، ومن ثم فإن النتيجة حتمية، ومع ذلك، فإن عدم إجراء تصويت على الإطلاق سيبدو سيئا. فبعد كل شىء وعد الرئيس، والوفاء بكلمته أمام الرأى العام يعكس ميثاق الشرف الخاص به أمام الشارع.
لكن مع ذلك، فمع مرور كل أسبوع تبدو احتمالات إجراء هذا التصويت بعيدة للغاية. فقد عشرات الملايين من الروس كل أو جزء من دخلهم وجلسوا فى منازلهم فى عزلة ولم يحصلوا على مساعدة مالية من الحكومة الفيدرالية، وهو ما يمكن ان ينعكس فى التصويت على التعديلات.