أكد مصدر إيطالى رفيع المستوى لوكالة الأنباء القبرصية "سى إن ايه" اليوم الأربعاء، أن بلاده تتابع باهتمام وقلق بالغين التطورات المتعلقة بإرسال سفينة الحفر التركية "يافوز" إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وأنها على اتصال وثيق مع السلطات القبرصية بشأن هذه المسألة، كما أشار المصدر - الذي رفض الكشف عن اسمه، وفقا للوكالة، إلى أن روما على اتصال وثيق بشركة الطاقة الإيطالية "ايني"، لتقييم الوضع بعد أن تم الإعلان عن محاولة التنقيب غير القانونية لسفينة الحفر "يافوز" داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري لجمهورية قبرص في الرقعتين 6 و 7، اللتين منحتا تراخيص استكشاف وحفر لائتلاف شركتى "اينى" و "توتال".
وتوقع المصدر مناقشة القضية في وقت لاحق من اليوم خلال مؤتمر عبر الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، ويوم غد الخميس عبر مؤتمر متلفز أيضاً للمجلس الأوروبي، مضيفاً:" أنه من المتوقع أن يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً فيما يتعلق بالاستفزاز الصادر من قبل تركيا".
وتابع المصدر يقول:" إن تركيا تتصرف وكأنها واحدة من أصحاب المصلحة الرئيسيين في تطورات الطاقة في المنطقة وهو ما يجعل علاقتها مع الدول الأخرى صعبة للغاية، لأن ما تعتبره أنقرة ضمن سيادتها الخاصة لا يتوافق مع الدول الأخرى المطلة على البحر المتوسط.
وأضاف:" أن الإجراءات التي تقوم بها تركيا تجري بالتزامن مع تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي تم فيه تعليق الكثير من الأنشطة بسبب هذا الوضع".
وأشار المصدر أيضا إلى أن هذه العملية مكلفة للغاية وأن تركيا تضخ الكثير من الأموال في نشاط بدون عائد اقتصادي في الوقت الحالي، مضيفاً أن شركة الطاقة "إكسون موبيل" أجلت أنشطتها لمدة عام، في حين تخطط شركتا ايني وتوتال في إعادة النظر في أنشطتهما في الرقعة 6 من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص بسبب الوضع الحالي.
وتأتى تلك الأحداث في الوقت الذي يستمر فيه التوتر بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بسبب أنشطتها للبحث والتنقيب عن الموارد الهيدروكربونية (النفط والغاز) في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، الدولة العضو بالاتحاد الذي وصف ما تقوم به تركيا بأنه "غير قانوني".