ظن لاجئ الروهينجا شهاب الدين أن قارب الصيد الخشبى الذى استقله فى فبراير سيكون وسيلته للفرار من مخيم فى بنجلادش إلى حياة أفضل فى ماليزيا، لكن تلك الرحلة البحرية كادت تودى بحياته بدلا من أن تقوده إلى هدفه المنشود.
وكان الشاب البالغ من العمر 20 عاما ضمن قرابة 400 ناج انتُشلوا من المياه وقد استبد بهم الجوع والهزال والصدمة بعدما لم يتمكن القارب من الوصول إلى ماليزيا وقضى أسابيع تتقاذفه الأمواج قبل أن يعود إلى بنجلادش فى منتصف أبريل نيسان.
وتقول جماعات حقوقية إن مئات آخرين من اللاجئين تقطعت بهم السبل على متن قاربين آخرين على الأقل مع تشديد حكومات دول جنوب شرق آسيا الرقابة على حدودها اتقاء لفيروس كورونا المستجد، الأمر الذى يهدد بتكرار أزمة قوارب تعود إلى 2015 عندما توفى مئات الأشخاص.
وناشدت الأمم المتحدة السلطات السماح للقوارب بالرسو، لكن المشاعر المناهضة للاجئين تزداد فى ماليزيا وتقول الحكومات إن الحدود مغلقة خوفا من فيروس كورونا، وفى مقابلة مع رويترز، استرجع سبعة ناجين من القارب الذى جرى إنقاذه تجربتهم المروعة على مدى شهرين.
وتراوحت تقديرات عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم على القارب من بضع عشرات إلى أكثر من 100، إذ لم يواصل أحد العد، لكن رواياتهم كانت متسقة.
ووصف الناجون كيف كان مئات الرجال والنساء والأطفال متكدسين على القارب غير قادرين على الحركة وهم يجلسون القرفصاء فى الأمطار والشمس الحارقة إلى أن بدأوا، مع نفاد الطعام والمياه، يموتون جوعا وعطشا ويتشاجرون وتُلقى جثثم فى البحر، وبعضهم بكى أثناء الحديث.
قال شهاب الدين "ظننت أننى لن أعود لبلدى حيا... اشتقت لأسرتي، خاصة أبوي"، قالت جماعة (فورتيفاى رايتس) الحقوقية فى بيان الأسبوع الماضى إن مشغلى القارب "احتجزوا ضحاياهم فى ظروف تشبه العبودية بغرض الاستغلال"، ولم تتمكن رويترز من تحديد هوية الطاقم أو الاتصال به للتعليق.
وحثت منظمة العفو الدولية الحكومات على حماية الروهينجا العالقين والسماح لهم بالنزول على أراضيها. وقدرت أن 800 شخص آخرين كانوا فى البحر. وهبط بضع عشرات من الأشخاص من أحد القوارب على ساحل بنجلادش الجنوبى أمس السبت.
وتدافع ماليزيا عن سياستها المتعلقة بعدم استقبال لاجئى القوارب. وقال وزير الشؤون الداخلية الماليزى فى بيان يوم الخميس إن السلطات تصرفت وفقا للقانون للدفاع عن سيادة البلاد ومستعدة لفعل ذلك مجددا.