تسبب غياب الحشود بسبب الإغلاق الناتج عن أزمة كورونا في فرنسا، في جعل الكثير من النساء اللواتي يخرجن من منازلهن هدفا سهلا للمعتدين والمتحرشين، حسب شهادات لوكالة أنباء فرانس برس.
وأفادت منظمات نسوية فرنسية بوجود زيادة في نسبة الحوادث التي تحصل في وضح النهار في فرنسا من جانب المعتدين الذين يعرفون أن ضحاياهم لسن قادرات على الاستنجاد بأحد للمساعدة.
وقالت لورين مارتان، وهي ممرضة 28 عاما، إنه في اليوم الثاني من تدابير الإغلاق، هاجمني بعض الشباب في المترو وسرقوا هاتفي، و بدأت بالصراخ فلاذوا بالفرار، لكن بعد ذلك اقترب مني الشخص الوحيد في القطار، وهو رجل، وسألني إذا كنت متزوجة، وقد أقنعتها حوادث أخرى من هذا القبيل بشراء دراجة هوائية للذهاب إلى العمل.
وقالت مارتان "إن الوضع أسوأ من قبل، وهناك عدد أقل من الأشخاص لاستهدافهم وعدد أقل من الشهود .
ولم تنشر الشرطة التي حضت الضحايا أو الشهود على الإبلاغ عن أي حالات، أرقاما رسمية عن عدد تقارير الاعتداء التي حصلت خلال فترة الإغلاق، إلا أن المدعين العامين أفادوا الأسبوع الماضي بأن امرأتين تعرضتا للاغتصاب في مكانين عامين مختلفين في غضون 24 ساعة.
وقالت الناشطة النسوية جيرالدين فرانك في باريس إنها رصدت عبر وسائل التواصل الاجتماعي روايات الكثير من النساء عن تجربتهن وتعرضهن للمضايقة أثناء محاولتهن الاستفادة من لحظات قليلة في الخارج، وأضافت "لقد تحولت هذه اللحظات إلى محنة مؤلمة، وأجبرت النساء على العودة إلى المنزل بسبب الخوف". وتابعت "أصبح النهار مثل الليل ولم يعد ثمة فرق بالنسبة إلى النساء".
وتحدثت دانييلا كورالو مارتان (26 عاما) عن هذا الخوف "الذي نشعر به عادة في الليل فقط" وقالت إنها تعرضت لمضايقات بشكل يومي في رحلات المترو منذ منتصف مارس، وهي تبنت سلسلة من الاحتياطات للتنقل في هذه "الأجواء الغريبة بين عدد كبير من المنحرفين والأشخاص المضطربين الذين عادة ما يكونون جزءا من الحشود فقط".
وأضافت دانييلا "أبقي عيني مفتوحتين وأراقب بشكل دائم لمعرفة ما إذا كان هناك شخص يلاحقني، ولا أركب قطارا خاليا من الركاب أو فيه عدد قليل منهم ولا أستمع إلى الموسيقى".
وقالت وزيرة المساواة بين الجنسين مارلين شيابا الخميس إنها تشعر بالقلق من خطر حقيقي متمثل بزيادة العنف الجنسي اعتبارا من 11 مايو عندما تخفف إجراءات العزل في أجزاء كثيرة من البلاد.
وأشارت إلى خطر الطاقة المكبوتة لدى المعتدين إضافة إلى "الشعور بالإفلات من العقاب" إذ ما زال من المتوقع أن تكون الحركة في الشوارع خفيفة لأن الموظفين سيتابعون العمل من المنزل وسيتم التشجيع على عدم الخروج لضمان التباعد الاجتماعي.
وقد شكلت الوزارة فريق عمل مؤلفا من خبراء لتحديد التدابير التي ستتخذ لحماية النساء بمجرد