تعد مدينة براتو عاصمة النسيج في إيطاليا، وتمثل الجالية الصينية في هذه المدينة 20 % من سكانها، البالغ عددهم 200 ألف نسمة، ويشتغل معظم أفراد الجالية الصينية في المتاجر، فمنذ شهر يناير أقدمت هذه الجالية على إغلاق محلاتها التجارية، وبدأ افرادها بوضع أقنعة الوجه والالتزام بالحجر الصحي بصفة طوعية، في ظل وباء كوفيد-19، لأن المعلومات التي تصلهم من بلدهم الأم كانت مثيرة للقلق، حسبما قالت شبكة "يورونيوز".
وقال نائب جمعية ثقافية محلية هو فرانسيسكو روتونو، إن المعلومات الواردة من الصين جعلت الجالية تعتقد أنها في مواجهة فيروس لم ترى مثله أبدا، يمكنه أن يتغير ويتحول، إذ سجلت في الصين عديد الوفيات أكثر مما كان يتصور، والتزمت الحكومة الصينية الصمت طويلا إزاء ما جرى، ومنذ ذلك الوقت أطلقت الجمعية الإنذار ونظمت مبادرات تعبر عن المساعدة والتضامن، وبدأت بتعليم الناس كيفية احترام المسافات والحواجز في المدينة.
وبفضل هذه الجالية سجلت مدينة براتو أسبقية عن باقي أنحاء إيطاليا، وسبقت الحجر الصحي، حيث بلغ عدد الوفيات في المدينة 29 حالة، أي ما نسبته 30 مرة أقل من مدن أخرى في منطقة لمبارديا.
أما الآن فقد بدأت مدينة براتو برفع إجراءات الحجر الصحي تدريجيا، وعادت لاستئناف النشاط مع المحافظة على احتياطات صارمة، تفاديا لموجة ثانية من الوباء.
وارتفع عدد ضحايا فيروس كورونا المستجد في إيطاليا أمس الاثنين إلى 29 ألفا و97 ضحية، اثر الاعلان عن 195 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، وكانت هيئة الدفاع المدني قد اعلنت الاحد تسجيل 174 حالة وفاة، وهو أقل عدد وفيات بهذه الجائحة منذ 14 مارس الماضي.
ووفق بيانات أمس، فقد تعافى 82 ألفا و879 شخص من وباء فيروس كورونا بعد أن تماثل للشفاء ألف و 225.
وأشارت البيانات، التي تتزامن اليوم مع أول ايام المرحلة الثانية لحالة طوارئ فيروس كورونا، الى انخفاض الحالات الايجابية النشطة إلى أقل من 100 ألف، حيث تراجعت الاصابات الى 99 ألفا و 980.
ويبلغ العدد الكلي للذين اصيبوا بفيروس كورونا، (الشامل للضحايا والمتعافين والحالات الايجابية النشطة) 211 ألف و938 ،كما يستمر الانخفاض في عدد مرضى وحدات العناية المركزة بالمستشفيات حيث يبلغ عددهم اليوم 1.479 مريض، أي أقل بـ 22 عن اليوم السابق.