أعرب المسؤولون في منظمة الصحة العالمية، عن قلق بالغ إزاء ارتفاع عدد حالات الإصابة بجائحة كوفيد-19 في بعض الدول الضعيفة والتي تعيش فيها مجتمعات هشّة وتعاني من أنظمة صحية متهالكة.
وأوضح مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، خلال مؤتمر صحفي من جنيف نقله الموقع الإلكتروني لمنظمة الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، أنه تم الإبلاغ حتى الآن عن أكثر من 5.3 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا ونحو ربع مليون وفاة، مشيرا إلى أنه منذ بداية أبريل تم الإبلاغ عمّا معدله 80 ألف حالة جديدة يوميا.
وقال المدير العام للمنظمة "تتضاءل الأرقام في غرب أوروبا، لكن تم الإبلاغ عن المزيد من الحالات يوميا في شرق أوروبا وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وشرقي المتوسط والأمريكتين"، موضحا أن التوجهات داخل المناطق نفسها وتتطلب من كل دولة وكل منطقة نهجا مختلفا للتعامل مع جائحة كوفيد-19.
من جانبه، أشار رئيس برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل راين إلى قلق المنظمة على وجه الخصوص على الدول التي يوجد بها أزمات إنسانية قائمة، وقال "في أفغانستان هناك 76 بالمائة زيادة في الحالات وزيادة بنسبة 60 % في الوفيات، وفي السودان شهدنا زيادة بالإصابات بنسبة 145 بالمائة في الأسبوع الماضي وزيادة بالوفيات بنسبة 80 بالمائة، وفي فلسطين ازدادت الوفاة خلال الأسبوع الماضي بنسبة 100 %".
وفيما يتعلق باليمن، قال راين إن المشكلة صغيرة إذا تم النظر إلى عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها، ولكن المنظمة تعتقد أن الفيروس ينتشر على مستوى المجتمع مما يتطلب العمل على توفير خدمات الصحة الضرورية وخدمات كوفيد-19 لجميع الأشخاص في اليمن.
وتطرق راين إلى الدول التي تشهد صراعات وعلى رأسها سوريا، إذ تسعى المنظمات الإنسانية إلى التأكد من الوصول لجميع الناس داخل الحدود بصرف النظر عن النزاعات الدائرة في الدول.
ونشرت اليوم منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع اليونيسف والصليب الأحمر والهلال الأحمر إرشادات للدول للحفاظ على الرعاية الصحية المجتمعية في سياق كوفيد-19، وتتضمن الإرشادات نصائح عملية للحفاظ على الخدمات الأساسية على المستوى المجتمعي والاستفادة من العاملين الصحيين في الاستجابة لكوفيد-19 وفي الوقت نفسه الحفاظ على سلامتهم.
وتُعدّ هذه الإرشادات مكملة لإطار العمل الذي أصدرته الأمم المتحدة الأسبوع الماضي للاستجابة الاقتصادية - الاجتماعية لكوفيد-19 والذي يضع خارطة طريق للدول للتعافي ويحمي الحياة وطرق كسب العيش ويجعل عجلة الشركات والاقتصادات تدور من جديد، ولكنه يضع "الصحة أولا" بوصفها أساس تعافي المجتمعات.
ودعا مدير عام منظمة الصحة العالمية الدول إلى مراعاة الفئات الأكثر ضعفا في مجتمعاتها، وتقديم خدمات التشخيص والرعاية لتلك الفئات قبل غيرها.