أكد العديد من الأطباء والعلماء في فرنسا، أن الخطر صفر غير قائم، بشأن إعادة فتح المدارس في البلاد، وبالتالي هناك دائما إمكانية أن يصاب أطفال بالعدوى وينقلونها إلى أفراد أسرهم، وذلك رغم كل الإجراءات التي اتخذتها السلطات، من قبيل ضمان مبدأ التباعد كالتخفيف من عدد التلاميذ في الفصل الواحد، بحيث لا يتجاوز عددهم 15 تلميذا بينما كان يصل العدد من قبل إلى حوالي 30.
ووفقاً لإذاعة مونت كارلو الدولية فإن اتخاذ تدابير أخرى مرتبطة بالنظافة والتعقيم وتوعية الأطفال وغيرها لم يمنع الكثير من الآباء والأمهات من التعبير عن رفضهم إعادة أطفالهم إلى المدرسة في الموعد المحدد، وانتظار مرور بعض الوقت وإلى أن تتضح الرؤية.
وقد أطلق العديد من أولياء الأمور في فرنسا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لدفع السلطات إلى التراجع عن استئناف الدراسة في المؤسسات التعليمية، والانتظار إلى حين انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد.
وقد زاد من حدة المخاوف، ظهور مرض جديد ومعدى له أعراض شبيهة بمرض كاواساكي ومصحوب بالتهاب في عضلة القلب، وهو مرض أصاب أكثر من عشرين طفلا في باريس، وقد تم وضعهم في العناية المركزة بمستشفى نيكيير في باريس، وتتجلى أعراض المرض في التهاب الأوعية الدموية (خاصة في القلب) والغدد اللمفاوية، وحمى لا تقل عن خمسة أيام، ومشاكل في الجهاز الهضمي وتشقق الشفاه أو الطفح الجلدي.
ويشار إلى أن تلك المخاوف لم تمنع السلطات من الإبقاء على موعد البدء التدريجي في فتح المراكز التربوية والتعليمية، وقد حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعث رسائل طمأنة للفرنسيين، عبر زيارة مدرسة في الضاحية الباريسية والتقاء التلاميذ.
يذكر أن المجلس العلمي الذي يقدم المشورة للحكومة الفرنسية بشأن جائحة فيروس كورونا، سبق أن اعتبر فتح المدارس قرارا سياسيا، ودعا إلى تأجيل الدراسة إلى سبتمبر 2020.
كما دعا المجلس التلاميذ والطلبة إلى وضع كمامات واقية في المؤسسات التعليمية، للحد من تفشي الفيروس واعتبر أن خطر انتقال العدوى يبقى مرتفعا جدا في بعض الأماكن التي تشهد تواجدا كثيفا للناس كالمدارس والجامعات حيث يصعب احترام مبدأ التباعد الاجتماعي أي مسافات الأمان الفاصلة بين شخص وآخر.