فرضت بريطانيا، شروطًا جديدة لإعادة استقبال المرضى فى أقسام الطوارئ بمستشفياتها المختلفة، فى ظل تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وذلك بعد تأجيل عدد كبير من العمليات الجراحية، وتوقف استقبال المرضى فى بعض المستشفيات لتوفير الأماكن للحالات الملحة المصابة بالفيروس التاجى، لكن الآن يمكن للمرضى استئناف علاجهم، وإجراء العمليات داخل المستشفيات وفق الإجراءات الجديدة.
وسيتعين على الأشخاص الذين يدخلون المستشفى لإجراء الجراحة المخطط لها فى إنجلترا أن يعزلوا أنفسهم لمدة أسبوعين قبل وصولهم المستشفى، وذلك وفقًا لقواعد NHS الجديدة، حيث يتوجب على المرضى إما أن يعزلوا أنفسهم فى غرفة للابتعاد عن أسرهم لمدة أسبوعين، أو ستحتاج الأسرة بأكملها إلى العزل عن العالم الخارجى معًا.
وسيكون اختبار COVID-19 إلزاميًا أيضًا قبل 72 ساعة من وصول المرضى للمستشفيات، لإثبات خلوهم من المرض الفيروسى قبل الذهاب لإجراءات الجراحة، وستنطبق القاعدة على الجميع بغض النظر عما إذا كان لديهم أعراض COVID-19 أو لا، وستطبق هذه الإجراءات على حوالى 700.000 مريض شهريًا، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وقال تقرير الصحيفة البريطانية، "تم الكشف عن الخطة من قبل NHS إنجلترا كجزء من التوجيه الجديد للحصول على الرعاية الاختيارية وتشغيلها.. فى حين كانت فقط خُمس العمليات الروتينية تمضى قدمًا خلال أزمة الفيروس التاجى، مما تسبب فى تراكم كبير على قوائم الانتظار".
من جهته، قال البروفيسور ستيفين باويس، المدير الطبى الوطنى فى NHS إنجلترا: "الآن بعد أن كنا واثقين من أننا تجاوزنا الذروة الأولى لفيروس التاجى، فمن المهم أن نعيد تلك الخدمات حيثما أمكننا ذلك، ولكن فقط حيث يمكن القيام بذلك بأمان.. لا يزال الفيروس منتشرًا ولا نريد أن نعرض مرضانا أو الجمهور أو موظفينا لخطر أكبر".
ويقول التوجيه الجديد أيضًا أن الأشخاص الذين يحضرون إلى أقسام الطوارئ سيتعين عليهم ممارسة التباعد الاجتماعى والبقاء على بعد مترين من الآخرين، ويأتى ذلك بعد أن قدر الخبراء أن أكثر من ثمانية ملايين شخص سيعلقون فى قوائم انتظار جراحة NHS بحلول الخريف بسبب التأخير فى العلاج الناجم عن الأزمة.
فى أغسطس الماضى، كان هناك 4.41 مليون مريض قياسيًا فى إنجلترا فى قوائم الانتظار للعمليات الروتينية، بزيادة قدرها 250 ألفًا عن نفس الشهر من العام السابق، لكن من المتوقع أن يزيد هذا الرقم عن الضعف بسبب تراكم التأخير الناجم عن تفشى المرض، وفقًا للرئيس التنفيذى لمؤسسة Nuffield Trust للأبحاث.
عندما أدرك المسؤولون أن الفيروس التاجى ينتشر خارج نطاق السيطرة فى المملكة المتحدة، حثوا المستشفيات على إلغاء أكبر عدد ممكن من العمليات وإخراج المرضى فى عنابرهم لإفساح المجال أمام زيادة عدد المرضى الذين يعانون من COVID-19، وكانت هذه الخطوة ناجحة ولم تكن المستشفيات مغمورة بآثار الفيروس، ولكن مئات الآلاف من المرضى تأخروا فى العلاج نتيجة لذلك.
بدوره، قال نايجل إدواردز، الرئيس التنفيذى لشركة Nuffield Trust، إن المستشفيات كانت قادرة فقط على تنفيذ حوالى 15 إلى 20% من الإجراءات الاختيارية، مما يعنى أن ما يصل إلى 1.3 مليون مريض فى عداد المفقودين كل شهر.
وقال إدواردز إنه حتى بعد عودة NHS وتشغيلها بعد الأزمة، فإن إجراءات المباعدة الاجتماعية، والافتقار إلى معدات الحماية الشخصية وأنظمة التنظيف الجديدة سوف تبطئ أكثر من الخدمات الصحية، وهذا يجعل من المحتمل جدًا أننا سنضاعف قائمة الانتظار إلى أكثر من ثمانية ملايين فى أواخر الخريف، حيث ينتظر واحد من كل ثمانية أشخاص العلاج".