رأى أساقفة إيطاليون أن التحرر من المافيا يمر من خلال وضع حد لاستغلال المهاجرين في مجال الزراعة، وكتب مجلس أساقفة كالابريا في مذكرة الجمعة: "لقد تسببت الأزمة الناجمة عن الوباء، والتي تؤثر على الاقتصاد الحقيقى للبلاد بإبراز عقد حاسمة وإشكاليات تستمر منذ سنوات. ومن بينها، بعض القضايا المتعلقة بوضع العمال الزراعيين، ومنهم العديد من المهاجرين، الذين يُستغلون، تداس كرامتهم، وفوق كل شيء، يسقطون ضحايا ظاهرة الأجراء الأجانب".
وتابع البيان: "بصفتنا أساقفة كالابريا نعتزم مرة أخرى رفع صوتنا والإعراب عن الإدانة القوية لجميع حالات الاستغلال في قطاع الزراعة الغذائية، إنه شر قديم كان حاضرا دائما، ربما بأشكال مختلفة بمرور الوقت، وغالبا ما تم تجاهله من ناحية عدم اتخاذ الموقف الصحيح والإقدام على الاختيار الصحيح بين الخير والشر".
وذكر الأساقفة أن "استغلال المهاجرين في قطاع الزراعة يُدار بأيدي المنظمات الإجرامية التي تستخدم الأساليب المافيوية لفرض سيطرتها على الأراضي"، مؤكدين أن "إدانتنا للظاهرة قوية وواضحة، وقد شددنا في ظروف مختلفة على أن المافيا ضد الإنجيل"، لأنها تنكر الحرية والحقيقة التي قدمها لنا المسيح".
واختتم البيان: "السعى الحقيقي للرجوع عن الخطأ وتحرير مناطقنا من المافيا يمر بالتالي عبر التغلب على وباء الاستغلال في القطاعي الزراعي، الذي يمثل بلا شك إحدى طرق عبادة الشر، والتي تحدث عنها البابا فرنسيس في إحدى عظاته".
وكانت برلمانية إيطالية معارضة قالت: "من الواضح أنه اعتبارا من يوم غد سيجني مهربو البشر أموالاً أكثر بكثير من الأمس"، وتعليقاً على البند المتعلق بتسوية أوضاع المهاجرين المُستأجرين للعمل في مجال الزراعة، المتضمن بمرسوم المرحلة الثانية لحالة طوارئ وباء كوفيد 19، أضافت زعيمة حزب أخوة إيطاليا جورجا ميلوني، في تصريحات إذاعية الجمعة، "لست أكترث بمرسوم يعيد إطلاق نشاط المهربين بدلاً من إنعاش الشركات الإيطالية".
أما بشأن انتقادات لكلماتها ضد وزيرة السياسات الزراعية تيريزا بيلّانوفا، فقد أضافت "ميلوني" أن "المنتقدين حاولوا الدفاع عن قاعدة لا يمكن الدفاع عنها، وهي التطبيع العشوائي لأوضاع 600 ألف مهاجر غير نظامي"، والذي "ما يزالون في الحكومة يدعونه: تنظيم العمل غير المعلن عنه".