قالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية إن مسئولا أمريكيا كبيرا أكد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لن يتسامح مع تدخل إيران فى فنزويلا، وأوضح المسئول الذى رفض ذكر اسمه بأن الطريق الذى سيكون أمام الولايات المتحدة الآن هو العقوبات الاقتصادية، ولذلك فمن المتوقع فرض المزيد من العقوبات ضد النظام الإيرانى.
ووصلت ثالث سفينة ناقلة من بين خمس ناقلات إيرانية تحمل البنزين ومشتقات النفط إلى فنزويلا، فى الوقت الذى يعانى فيه البلد الكاريبى من نقص كبير فى هذه المواد، وسط قلق أمريكى بشأن العلاقات المتنامية بين الدولتين.
وتستمر الناقلة الثالثة بيتونيا إلى ميناء مصفاة إل باليتو، التى تبلغ طاقتها الإنتاجية الإجمالية 140 ألف برميل فى اليوم، وينقل الأسطول الإيرانى 1.3 مليون لتر من البنزين والمواد الأخرى لمشتقات نفطية تستخدمها شركة النفط الحكومية "بدفسا" لتعزيز صناعة النفط الفنزويلية شبه المشلولة، فى الوقت التى تنتج فيه فنزويلا 1.3 مليون برميل يوميا، ومن المتوقع أن ترسو باقى السفن فى الموانئ الفنزويلية فى الأيام المقبلة، حسبما قالت صحيفة "لا خورنادا" المكسيكية.
وكانت الناقلة الأولى فورتشن قد وصلت يوم السبت ورافقتها البحرية الفنزويلية، فى حين وصلت الناقلة الثانية فوريست الاثنين، وما زال ينتظر وصول الناقلات فاكسن وكلافيل.
وقال وزير النفط الفنزويلى طارق العيسمى، فى بيان ألقاه على شاشة التليفزيون الحكومى، إن القافلة هى تعبير عن حق "تقرير المصير" للشعب الفنزويلى وأشاد بصداقة طهران.
وفى وقت سابق شارك العيسمى على تويتر صوراً للسفينة الإيرانية الأولى "فورتشن" التى وصلت إلى مصفاة إل باليتو على الساحل الشمالى الغربى لفنزويلا، معلقاً: "نستمر وننتصر".
وقامت الناقلات الإيرانية بتحدى السفن الحربية الأمريكية المتمركزة قبالة الساحل الفنزويلى بعد أن أعلنت واشنطن الشهر الماضى أنها تعزز من وجودها البحرى، بحجة زيادة الجريمة المنظمة.
ولا تزال التوترات بين واشنطن وكاراكاس عالية وتتهم الولايات المتحدة مادورو بسرقة انتخابات 2018 وتعترف بمنافسة المعارض خوان جوايدو كرئيس مؤقت.
وتصل الشحنة فى وقت تعانى فيه البلاد من نقص مزمن فى الوقود فى خضم أزمة اقتصادية وسياسية فاقمها انتشار فيروس كورونا.
ويباع البنزين حاليًا بما يصل إلى ثلاثة دولارات لكل ليتر فى السوق السوداء فى كاراكاس.
وكشفت وزارة النفط الشهر الماضى أن سعر النفط الخام الفنزويلى قد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقدين، بأقل من 10 دولارات للبرميل. فى العام الماضى بلغ المتوسط 56.70 دولارًا.
وقال ليوناردو بونياك، الاقتصادى الفنزويلى إن الطلب الفنزويلى الآن يبلغ 50 ألف برميل من البنزين يوميا، لذا فإن الحمولة الإيرانية ستكفى فقط بين 20 إلى 30 يوما.
وأوضح أن النقص فى البنزين فى فنزويلا رفع السعر غير الرسمى إلى 4 دولارات للتر، وجعل حافز التهريب غير مجدى، كما أن جميع السكان المحيطين الذين تعتمد أعمالهم على البنزين تأثروا بشدة.