قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن المتظاهرين الإيرانيين المتشددين الذين أحرقوا السفارة السعودية فى طهران احتجاجا على إعدام القيادى الشيعى نمر باقر النمر، قد أضر بجهود الرئيس الإيرانى حسن روحانى لرأب الصدع مع السعودية كجزء من تواصل أكبر مع دول الخليج والغرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم على السفارة وقطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، قد أدى إلى تفاقم الموقف المتوتر بالفعل بين الشرق الأوسط بين القوتين السنية والشيعية، والذى ينعكس فى الصراعات الدموية فى سوريا واليمن والعراق.. فبالنسبة للمتشددين الذين يكرهون روحانى ومساعيه للانفتاح على الغرب، فإن حرق السفارة السعودية كان انتصارا لهم، لأنهم منحوا الرياض سببا لما فعلوه، وفى نفس الوقت قوضوا محاولات رئيسهم الوسطى لتهدئة التوترات مع الخصوم.
ورأت الصحيفة أن إحراق السفارة يتناسب مع نمط واضح منذ الثورة الإسلامية فى إيران، حيث تكون بعض الفصائل مستعدة لتحقيق مكاسب تكتيكية ضد معارضيهم فى الداخل، بغض النظر عن الثمن الباهظ لذلك على الأمن القومى لإيران أو مصالحها الدبلوماسية.
وكان روحانى قد ألقى باللوم على متطرفين فى حريق السفارة السعودية ووصفه بأنه غير مبرر، فى الوقت الذى دعت فيه وسائل إعلام متشددة إلى هجمات على المسئولين السعوديين وحتى على قواعد عسكرية.
ونقلت ساينس مونيتور عن دينا أسفانديار، من مركز العلوم والدراسات الأمنية بكينج كوليدج بلندن أن من المتشددين رأوا حرق السفارة كطريقة رائعة لتشويه روحانى وجعل الأمر يبدو وكأنهم المسيطرين، مشيرة إلى أن هذا هو الأمر الوحيد فى أذهانهم حتى إجراء الانتخابات البرلمانية فى فبراير المقبل.