يواصل فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19" حصده المزيد من الأرواح حول العالم، حيث سجل أكثر من 5 ملايين إصابة، إضافة إلى 333 ألف حالة وفاة على الأقل، إلى جانب أنه يؤثر على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين، مما يسبب عواقب كارثية في السنوات المقبلة.
ونقلت شبكة "CNN" الإخبارية الأمريكية عن إديث براتشو سانشيز، طبيبة رعاية أولية وأستاذة مساعدة في طب الأطفال في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا قولها :" بالنسبة للعديد من الأطفال، تظهر العلامات الأولى للقلق والاكتئاب كأعراض غامضة ومنهاصداع خفيف لا يزول، ونوبات من الغضب، التنفيس، وعدم القدرة على التركيز في المدرسة،دون القدرة على اللفظ، أو الدفاع عن أنفسهم".
وأشارت دراسة نشرت في مجلة"JAMA Pediatrics" الطبية، العام الماضي، أن طفل من بين 7 أطفال في أمريكا يعاني من حالة نفسية، ومعظمهملا يخضعون للعلاج.
استاذة مساعدة في طب الأطفال في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا، أشارت أيضا إلى أن :"أسباب لا نفهمها تماماً، فإن حالات الاكتئابومحاولات الانتحاركانت جميعها في ارتفاع على مدى العقد الماضي".
ووفقا لما ذكرته شبكة "CNN" الإخبارية الأمريكية، تضاعفعدد الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة الذين زاروا غرف الطوارئ بسببأفكار انتحارية ومحاولات الانتحار،بين عامي 2007 و 2015، بحسب تحليل للبيانات التي نشرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها العام الماضي.
وأشارت مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن الأطفال والمراهقين من جميع الأعمار والأعراق قد تأثروا بما يحدث لكن رغم ذلك فإن المراهقين أصحاب البشرة الداكنةومن العرق اللاتينييواجهون معدلات أعلى من محاولات الانتحار، وهيأكبر مؤشر على الانتحار في المستقبل، مقارنة بنظرائهم من أصحاب البشرة البيضاء.
وتعتقد إديث براتشو سانشيز، أنمرض"كوفيد-19"يفترس المجتمعات متعددة الألوان بمعدلات غير متفاوتة، مشيرة إلى أنه لا شك في أن جميع الأطفال قد تأثروا بهذه الجائحةبطريقة أو بأخرى،ومع ذلك لجأالأطفال في المجتمعات الملونةفي الكثير من الأحيان إلى الاختباءأثناء مشاهدة أفراد العائلة البالغين يغادرون المنزل للسعي لكسب لقمة العيش، ليصابوا بعد ذلكبالفيروس.
كما تعتبر أن مرض "كوفيد 19" يعد تجربة طبيعية غير مسبوقة في حد ذاتها، وقد يخرج بعض الأطفال منها على الطرفالآخر بزيادة في المرونة، بينما قد يعاني الآخرون من نوع الصدمة طويلة المدى التي تعيقنموهم وتبقيهم حذرين بشكل مفرط في المستقبل، مضيفة :"ربماقدحان الوقتللاستثمار في البنية التحتية التي ستضمن الوصول إلى موارد الصحة النفسية للفئات الأكثر ضعفاً".