اعتمد مجلس منظمة الطيران المدنى الدولى (ICAO) توجيهات وتوصيات جديدة بشأن إعادة تشغيل نظام النقل الجوى الدولى، فى ضوء تقرير فريق عمل استعادة الطيران التابع للمجلس (CART) في ظل استمرار أزمة فيروس "كورونا" المستجد.
وتشمل هذه الإجراءات توصيات وتوجيهات من سلطات الصحة العامة تخفف من خطر انتقال فيروس "كورونا" أثناء عملية السفر، ومنها : التباعد الجسدي بالقدر الممكن ، وتنفيذ التدابير الملائمة القائمة على المخاطر عندما يكون التباعد غير ممكن.. ففي كبائن الطائرات يجب ارتداء أغطية الوجه والأقنعة من قبل الركاب وعمال الطيران ، والتطهير الروتيني لجميع المناطق التي يمكن أن تتلامس مع البشر وانتقالهم ، والفحص الصحي الذي يمكن أن يشمل الإعلانات الذاتية قبل الطيران وبعده، بالإضافة إلى فحص درجة الحرارة والملاحظة البصرية التي يجريها المهنيون الصحيون.
كما تشمل الإجراءات تتبع جهات الاتصال للمسافرين وموظفي الطيران، وطلب معلومات الاتصال المحدثة كجزء من الإعلان الذاتي للصحة، كما يجب أن يتم التفاعل بين الركاب والحكومات مباشرة عبر البوابات الحكومية وإعداد نماذج التصريح الصحي للركاب ، بما في ذلك الإعلانات الذاتية بما يتماشى مع توصيات السلطات الصحية ذات الصلة وتشجيع الأدوات الإلكترونية لتجنب الورق وإجراء الاختبار اللازم في حالة توفر طريقة سريعة وموثوق بها في وقت ملائم.
وذكر التقرير الذي أورده موقع "الايكاو" أن تأثير جائحة "كورونا" على النقل الجوي العالمي ليس له سابقة، حيث شهدت المطارات انخفاضاً بنسبة 28.4% في حجم حركة الركاب العالمية للربع الأول من العام الجاري" 2020" أي ما يعادل انخفاضا قدره 612 مليون مسافر، ويتوقع أن تنخفض هذه الأحجام - حركة المرور المحلية والدولية - بنسبة 50.4 % مقارنة بالعام الماضي "2019" .
وتقدر منظمة الطيران المدني الدولي أنه بحلول نهاية عام 2020 ، يمكن أن يصل تأثير فيروس "كورونا" على حركة الركاب الدولية "المجدولة " إلى تخفيضات تصل إلى 71%من سعة المقاعد وما يصل إلى 1.5 مليار مسافر على مستوى العالم وتواجه شركات الطيران والمطارات خسارة محتملة في الإيرادات تصل إلى 314 مليار دولار أمريكي و 100 مليار دولار أمريكي لعام 2020.
وقال رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي سالفاتوري سكياشيتانو ، إن العالم يتطلع إلى مجلس المنظمة لتقديم التوجيه رفيع المستوى الذي تحتاجه الحكومات والصناعة لبدء إعادة تشغيل النقل الجوي الدولي والتعافي من فيروس "كورونا " وتم إصدار التقرير والمبادئ التوجيهية من خلال فريق العمل وتم تطويرها من خلال مشاورات واسعة النطاق مع البلدان والمنظمات الإقليمية وبنصيحة مهمة من منظمة الصحة العالمية ومجموعات صناعة الطيران الرئيسية بما في ذلك اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) والمجلس الدولي للمطارات (ACI World) والملاحة الجوية المدنية منظمة الخدمات (CANSO) والمجلس التنسيقي الدولي لرابطات الصناعات الفضائية الجوية (ICCAIA) .
وأضاف أن المنظمة استجابت لهذه المطالب بتقديم هذا التقرير ومع توصيات وإرشادات الإقلاع التي ستعمل الآن على مواءمة إجراءات وتخفيف إجراءات القطاعين العام والخاص بينما نعيد العالم للطيران مرة أخرى بما يتفق تماما مع أحدث وأكثر المشورة الطبية الحصيفة والصحية للمسافرين المتاحة لها .
بدوره، أوضح رئيس لجنة" CART " السفير فيليب بيرتو ، ممثل فرنسا في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي ، أن المبادئ التوجيهية للجنة تهدف إلى إبلاغ ومواءمة وتقدم خرائط الطريق الخاصة بالصناعة الوطنية والإقليمية والمتعلقة بالصناعة والتي يجري تنفيذها الآن ولكن ليس لاستبدالها معهم.. مشددا على أن هذه المبادئ التوجيهية ستسهل التقارب والاعتراف المتبادل والمواءمة بين التدابير ذات الصلة بـكورونا في جميع أنحاء العالم وتهدف إلى دعم إعادة تشغيل واستئناف السفر الجوي العالمي بطريقة آمنة ومأمونة ومستدامة.
وأضاف أنه لكي ننجح ، فإن هناك حاجة إلى اتباع نهج متعدد الطبقات وخاصة القائم على المخاطر وسيتم تنفيذ الإجراءات أو إزالتها حسب الحاجة على أساس مجموعة واسعة من العوامل الطبية وغيرها من العوامل، مشيرا الي أن البلدان والمشغلين يحتاجون إلى الاستقلالية واليقين في الوقت الذي يتخذون فيه إجراءات لجعل العالم يطير مرة أخرى، لذلك صممت إرشادات اللجنة للعمل في كل من هذه القدرات كمرجع مشترك ولتظل قابلة للتكيف يجب أن يفهم هذا على أنه نوع من "التوجيه المعيشي" الذي سيتم تحديثه باستمرار بناء على أحدث تقييمات المخاطر بينما نراقب التقدم ونعيد الاتصال بالعالم.
وأكد رئيس المجلس سالفاتوري سكياشيتانو ، أن العالم بحاجة إلى الطيران الذي ساعد على ربط العالم لأكثر من 75 عاما وهو الآن يساعدنا في إعادة ربطه ولذلك فإن التضامن بين جميع البلدان والمناطق وقطاعات الصناعة سيكون أمرا بالغ الأهمية للمضي قدما ومنظمة الطيران المدني الدولي هي المكان الذي نحقق فيه ذلك بالنسبة للطيران العالمي.
وقال الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي إن المنظمة ستواصل تطوير حزم التنفيذ لمساعدة الدول الأعضاء على استئناف العمليات والانتعاش وأن استعادة ثقة الجمهور في السفر الجوي له فوائد واسعة النطاق، موضحة أن هذا لا يتعلق فقط بالصلاحية التشغيلية والاقتصادية لقطاع النقل الجوي ولكن بالنسبة لمجتمعات ومناطق بأكملها يتم استعادة سبل عيشها واستقرارها الاقتصاديين.
يذكر أن تقرير" CART " يحتوي على تحليل مفصل للموقف ومبادئ رئيسية مدعومة بسلسلة من التوصيات التي تركز على أهداف الصحة العامة وسلامة وأمن الطيران والانتعاش الاقتصادي للطيران ويتضمن وثيقة "الإقلاع" التي تحتوي على إرشادات لتدابير تخفيف مخاطر الصحة العامة وأربع وحدات منفصلة تتعلق بالمطارات والطائرات والطاقم والشحن الجوي.
ويشمل التقرير دعم عملية إعادة التشغيل من خلال نهج دولي قائم على 10 مبادئ رئيسية هي اتخاذ تدابير متناسقة لكن مرنة لحماية الناس والعمل كفريق طيران واحد وإظهار التضامن وضمان الاتصال الأساسي وإدارة المخاطر المتعلقة بالسلامة والأمن والصحة بكفاءة وجعل تدابير الصحة العامة للطيران تعمل مع أنظمة سلامة وأمن الطيران وتعزيز ثقة الجمهور ودعم استراتيجيات الإغاثة المالية لمساعدة صناعة الطيران وضمان الاستدامة تعلم الدروس لتحسين المرونة.
وأكد التقرير أن التدابير المنسقة عالميا وإقليميا والمقبولة من الطرفين ضرورية ، وأنه يجب أن تكون هذه التدابير متوافقة مع متطلبات السلامة والأمن بما تتناسب مع تحسين الصحة العامة ومرنة حيثما أمكن للسماح بانتعاش اقتصادي قابل للتطبيق ومحمية لعدم تشويه الأسواق كما يجب النظر بعناية في الإجراءات التي تفرض تكاليف أو أعباء على الصناعة ومبررة من قبل السلامة والصحة العامة وثقة الركاب والطاقم ويجوز للدول أن تحيد مؤقتا عن معايير منظمة الطيران المدني الدولي ولكن يجب أن تفعل ذلك بطريقة لا تعرض للخطر السلامة والأمن للطيران والتي يتم إبلاغها حسب الأصول إلى منظمة الطيران المدني الدولي كما ينبغي علي الدول تعزيز التدابير المتعلقة بالأمن والتيسير بين القطاعات من خلال إنشاء لجنة وطنية لتيسير النقل الجوي أو ما يعادلها واستخدام نموذج تحديد مواقع صحة الركاب بشكل منهجي كمرجع وفي جميع الأحوال تقع على عاتق الدول مسئولية الحفاظ على الأمن في جميع العمليات.
وفي مجال التدابير الاقتصادية والمالية، ينبغي أن تكون الإجراءات شاملة ومتناسبة وشفافة ومؤقتة ومتسقة مع سياسات منظمة الطيران المدني الدولي مع تحقيق توازن المصالح المناسب دون المساس بالمنافسة العادلة وينبغي للدول أن تحدد وتسد الثغرات بمساعدة الايكاو لضمان الدعم الكافي للقطاعات الضعيفة من المجتمع الدولي وتوفير الخدمات الأساسية.
وأكد التقرير أن المتابعة الصارمة للتوصيات والتدابير الموضحة مطلوبة على جميع المستويات المحلية والوطنية والدولية ويجب تعديل الإجراءات للاستجابة للوضع المتطور وأنه لهذا الغرض ينبغي أن تواصل "الإيكاو " التعاون مع جميع أصحاب المصلحة في مجال الطيران المدني رصد وتقييم الوضع من خلال اغتنام الفرصة لتعزيز النظام الإيكولوجي للطيران.