يبدو أن استمرار جائحة كورونا لا يفرض تحديات فقط على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وإنما كذلك السياسية، فمع استمرار قيود الحركة، أصبح يواجه السياسيون حول العالم مهمة شاقة فى التوصل إلى اتفاقات عبر لقاءات "افتراضية".
ولكن يبدو أن هذا ليس أمرا سهلا لاسيما مع القضايا التى تحتاج إلى المفاوضات والنقاشات لبحث كافة التفاصيل والوصول إلى صيغة تفاهمية ترضى جميع الأطراف.
ومن بين أبرز الملفات التى تواجه تحديات كبيرة بسبب استمرار أزمة كورونا، "بريكست"، حيث يصادف الشهر الجارى الذكرى الرابعة للتصويت على استفتاء عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى فى 23 يونيو، والذى انتهى باختيار البريطانيين للخروج من التكتل.
ونظرا لطبيعة المفاوضات الدقيقة بين لندن والاتحاد الأوروبى بشأن تفاصيل الخروج والعلاقة المستقبلية بين المعسكرين، لم يتمكن حتى الآن المسئولون المعنيون بالمفاوضات من التوصل إلى صيغة للمضى قدما نحو صفقة خروج، رغم انعقاد 4 جولات حتى الآن انتهت جميعها بالفشل.
واتهم ميشيل بارنييه، كبير المفاوضين التجاريين في الاتحاد الأوروبي بوريس جونسون "بالتراجع" عن الالتزامات التي قطعها خلال عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وألقى بظلال من الشك على مستقبل المحادثات، وفقا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
وحذر ميشيل بارنييه من أنه لم يكن هناك "تقدم كبير" بشأن النقاط الرئيسية في المفاوضات منذ بدئها ، مضيفًا: "لا أعتقد أننا يمكن أن نستمر هكذا إلى الأبد".
يأتي هذا التدخل في ختام الجولة الأخيرة للمحادثات التجارية التي عقدت بين الجانبين - عن طريق الفيديو بسبب جائحة فيروس كورونا.
لكن بارنييه أعرب عن أمله في أن يتم إجراء الجولة التالية من المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر وجها لوجه ، مشيرا إلى أن هذا قد يجعل الوضع "أفضل وأكثر فعالية".
ومن ناحية أخرى، اضطر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين المعني بتغير المناخ COP26 المقرر عقده نوفمبر 2020 إلى العام القادم.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة،في بيان صدر عن مكتب المتحدث باسمه عن دعمه لقرار التأجيل، قائلا "مع إصابة عشرات الآلاف بالمرض ووفاة الكثيرين بمرض كـوفيد-19، يصبح القضاء على الفيروس وحماية الأرواح أولوية."
وحث الدول على الاستمرار بالعمل على زيادة الطموح والعمل على تغيّر المناخ مؤكدا أن الانبعاثات وصلت إلى مستويات قياسية والآن تتضاعف الآثار وستزيد من حدّة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي ستفاقمها هذه الأزمة. "
وإلى جانب المؤتمرات السياسية والاقتصادية والفعاليات الرياضية، التى تم إلغائها، قررت أطراف قمة الصين والاتحاد الأوروبي تأجيل القمة المنتظرة.
وقالت الحكومة الألمانية، الخميس، إن القمة التي كان من المفترض تنظيمها في سبتمبر في مدينة لايبزج الألمانية تأجلت بسبب أزمة كورونا.
كان الاتحاد الأوروبي يريد استخدام القمتين لدفع الصين لتنفيذ وعد قدمته في أبريل من العام الماضي لمنح الشركات الأوروبية معاملة متكافئة.
كما تطمح أوروبا من خلال القمة إلى وضع نهاية لممارسات تجبر الشركات الأجنبية على تقاسم التقنيات المتطورة عندما تعمل في الصين.