بدأت عملية شديدة التعقيد وصفت بأنها تشبه عملية "جراحة قلب مفتوح" لإزالة السقالات المنصهرة من سقف كاتدرائية نوتردام التى ذابت وتشوهت، خلال الحريق الذى نشب فى هذا الصرح فى باريس العام الماضى.
وقال المندوب العام لمؤسسة نوتردام،كريستوف روسولو، إن العمال بدأوا، صباح أمس الاثنين، الصعود داخل السقالات عبر مصعد للقيام بعمليات تدقيق قبل مباشرة الخبراء عملهم، وفى عملية ستستمر طوال الصيف، ينزل فريقان مؤلفان من خمسة من متخصصى حبال وخبراء فى الأشغال على ارتفاع عال إلى مسافة قريبة من الأجزاء المتفحمة، ليتخلصوا بواسطة مناشير قوية الأنابيب الحديدية التى التحمت ببعضها جراء الحريق.
وتتألف هذه السقالات من 40 ألف قطعة ويبلغ وزنها 200 طن نصفها على ارتفاع يزيد عن 40 ألف متر، وكانت قد وضعت قبل الحريق فى إطار عمليات ترميم للسهم، وقد انهار السهم بسبب الحريق.
وقال روسولو: "هى عملية حساسة ومعقدة جدا مع مجازفة لا يستهان بها.. فقد تسقط أجزاء من السقالات ما قد يضعف بعض أجزاء جدران الكاتدرائية"، ومن أجل التحضير لهذه العملية، وضعت رافعة عملاقة وتمت إحاطة السقالات بأعمدة حديد على ثلاثة مستويات لمنع انهيارها المحتمل.
ومنذ الحريق الهائل الذى شب مساء يوم 15 أبريل 2019 وأغرق باريس والعالم فى حالة من الخوف، قطع متبرعون وعودا بتقديم أكثر من 900 مليون يورو لإعادة بناء هذا الصرح، وقد عرفت ورشة نوتردام عقبات عدة من بينها اعتماد إجراءات لمكافحة التلوث بالرصاص والأحوال الجوية السيئة نهاية 2019 وأزمة فيروس كورونا المستجد، ويذكر أنه تم بناء السقالات قبل وقوع الحريق الشهير فى كنيسة نوتردام، التى تعد أيقونة فن المعمار القوطى الفرنسى، بهدف ترميم برج نوتردام الذى انهار جراء الحريق فى أبريل الماضى.