قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن خبراء الاقتصاد يحذرون من أن الضربة التى سببتها جائحة كورونا لصناعة السياحة والسفر العالمى من شأنها أن تلحق ضررا مستمرا بالنمو العالمى، حيث أن المناطق التى تعتمد على زائرين فى دخلها القومى تصارع من أجل تغيير أوضاع اقتصادهم المحلى.
وأشارت الصحيفة إلى أن مساهمة السياحة فى الاقتصاد العالمى قد زادت خلال العقد الماضى مع توسع الطبقة الوسطى فى الاقتصاديات الناشئة لاسيما فى آسيا، والذى تمت ترجمته إلى زيادة فى الإنفاق على الأنشطة الترفيهية، بما فى ذلك السفر. كما ساعد السفر منخفض التكلفة على زيادة أعداد السائحين.
وعلى الصعيد العالمى، تمثل السياحة واحدة من كل أربع وظائف يتم توفيرها خلال السنوات الخمس الماضية، بشكل صاف، وحوالى 10% من الناتج الاقتصادى، وفقا للمجلس العالمى للسياحة والسفر.
وتقول لمياء كامل شاوى، مدير مركز ريادة الأعمال ECD إن وباء كورونا تسبب فى أزمة غير مسبوقة لاقتصاد السياحة، والتى لها آثار كبيرة على تجارة الخدمات الدولية والوظائف والنمو التى تدعم العديد من المجتمعات المحلية والتنمية الإقليمية. وعلى الرغم من أن السياحة كانت نعمة لفترة طويلة لبعض الاقتصاديات المتقدمة مثل اليونان وإيطاليا وأسبانيا، فإنها كانت مصدرا مهما للنمو فى السنوات الأخيرة للعديد من الاقتصاديات النامية.
وفى بعض مناطق العالم، مثل جنوب أسيا وجنوب أوروبا وأمريكا الوسطى، تساهم السياحة بأكثر من 30% من الاقتصاد. لكن مع توقعات بأن يكون أداء السياحة الدولية هذا العام الأسوأ منذ الخمسينيات، سواء من حيث عدد المسافرين أو العائدات، فإن هذا المصدر للنمو تحول إلى نقطة ضعف.
فعلى الصعيد العالمى، تراجع عدد السائحين الأجانب 57% فى مارس مقارنة بنفس الفترة عن العام السابق، وفقا لمنظمة السياحة العالمية، وهو ما يعنى 67 مليون سائح أقل. وفى إبريل تراجع المسافرون جوا بنسبة 94% مقارنة بإبريل 2019، وفقا لاتحاد السفر الجوى الدولى.