عقدت دولتا الأردن والسويد مؤتمرا عبر تقنية الفيديو بهدف مساعدة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) على سد فجوتها المالية لعام 2020 وضمان حصولها على موارد كافية ومستدامة بحضور أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة ووزيري خارجية الأردن والتعاون الدولي للسويد وبمشاركة ممثلين عن 59 دولة بما في ذلك 35 وزيرا، والاتحاد الأوربي وعدد من المنظمات الدولية حيث تم التعهد بتقديم 130 مليون دولار لدعم.
وشدد جوتيريش في كلمته التي ألقاها أن وكالة الأونروا ليست فقط شريان حياة للملايين من لاجئي فلسطين، ولكنها ضرورية أيضًا للاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن "اليوم يمثل خطوة مهمة، لكن ثمة حاجة إلى المزيد".
وبحسب الدولتين المنظمتّين للمؤتمر، الأردن والسويد، فإن الأونروا تتطلع للحصول على التمويل لدعم أكثر من خمسة ملايين من لاجئي فلسطين، حيث ستتيح لنحو نصف مليون طفل ارتياد المدرسة وتمكّن اللاجئين من التوجه إلى 143 من المرافق الصحية في المنطقة خاصة في ظل جائحة كوفيد-19 ومخاطرها على المجتمعات الضعيفة.
ولفت جوتيريش أنه منذ تأسيسها قبل 70 عاما، تقدم الأونروا مساعدات حاسمة للاجئين الفلسطينيين، وأوضح الأمين العام أن المسؤولية جماعية إزاء اللاجئين حتى تحقيق حل سياسي عادل وحيوي.
من جانبه قال وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي إن الرسالة التي صدرت عن البلدان والمنظمات المشاركة كانت واضحة، وهي التأكيد على دعم الأونروا واللاجئين الفلسطينيين، والحاجة إلى ضمان العمل معا بفعالية للتأكد من وجود التمويل الكافي للأونروا الضروري لاستكمال عملياتها.
وتطرق وزير خارجية الأردن إلى قضية تلويح الحكومة الإسرائيلية بضمّ أجزاء من الأراضي في الضفة الغربية الشهر المقبل وتأثير ذلك على اللاجئين الفلسطينيين والمنطقة بأسرها.
وقال: "إن النافذة تضيق، التحدي يكبر، والانعكاسات ستكون كارثية على كل فرص تحقيق السلام وعلى علاقات إسرائيل بالمملكة وعلى مسعى تحقيق السلام الشامل برمته وقال: "هذا شيء لا يمكن أن يقبل به العالم لأنه خرق لكل حقوق الإنسان وخرق لكل القيم التي نجمع عليها، وخرق واضح للقانون الدولي الذي يشكل أساسا لعلاقاتنا الدولية، وسيشكل الضمّ سابقة لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقبلها".
وأضاف الصفدي "يُعدّ الأردن أكبر دولة مضيفة للاجئين الفلسطينيين وأكبر داعم لهم. قائلا : "إن التوقيت حساس للغاية، ودقيق جدا، الأونروا لا تتعامل فقط مع واجباتها العادية ولكن عليها أن تواجه تداعيات كورونا وهو وقت مهم أيضا لإرسال رسالة أمل وتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين".وفقا لبيان للأمم المتحدة
من جانبه، أوضح بيتر أريكسون، وزير التعاون الإنمائي الدولي في السويد، أن ثمّة دعما سياسيا قويا للقضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين. وقال: "أود أن أذكر كل واحد منا أننا في وضع صعب جدا من الناحية المالية، والكثير من الدول تشعر بانعدام الأمن بسبب ما يحدث في الاقتصاد وهو ما يزيد من صعوبة الحصول على الدعم المالي القوي".
ومن جانبه أشار مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليب لازاريني، خلال الاجتماع الافتراضي أن مؤتمر التعهدات الذي ضم مشاركة عالية المستوى شكل اليوم حجر زاوية، وقال: "تواجه المنظمة اليوم تحديات عديدة إما مرتبطة بتأثير الضمّ أو بالوضع الاقتصادي والمالي المتدهور في لبنان أو الصراع في سوريا، وكما تعلمون لدينا كوفيد-19. الذى يؤثر على الأكثر ضعفا من بينهم اللاجئون الفلسطينيون. اليوم نحن في وضع يتنامى فيه الشعور باليأس وفقدان الأمل في المخيمات، وبسبب ذلك ترتفع التوقعات لكي تقوم الأونروا بتوفير الخدمات".
ولفت أن الأونروا تساهم في تعليم أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، وتقديم رعاية صحية أولية، مع أكثر من 8 ملايين زيارة لمرافق الصحة التابعة للأونروا سنويا، ومساعدات غذائية ونقدية لنحو 1.8 مليون من لاجئي فلسطين الضعفاء في غزة، إضافة إلى فرص التمويل الصغير للاجئي فلسطين لتوليد الدخل.