يدلي الناخبون الروس ، اليوم الخميس، بأصواتهم في استفتاء يستمر سبعة أيام،أي أول يوليو المقبل، بخصوص إجراء إصلاحات شاملة قد تمهد الطريق لبقاء الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين حتى عام 2036 ، إذا أُعيد انتخابه، في عملية يصفها منتقدوها بأنها انقلاب دستوري، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
ويجري الاستفتاء على الرغم من مخاوف في دوائر المعارضة بشأن سلامة الناخبين الذين يدلون بأصواتهم وسط جائحة كورونا ومخاوف أخرى من حدوث تلاعب في الاستفتاء وانتقادات بأن بوتين (67 عاما) موجود بالفعل في السلطة منذ فترة طويلة.
ويسمح التعديل للرئيس بوتين بالبقاء في الكرملين لولايتين إضافيتين حتى 2036 السنة التي سيبلغ فيها الرابعة والثمانين من العمرن، وبموجب الدستور الحالي يفترض أن تنتهي رئاسة بوتين في 2024.
وتقول السلطات الروسية، إن كل إجراءات السلامة الاحترازية اللازمة ستُتخذ أثناء التصويت، وفي حالة الموافقة على التعديلات الدستورية، كما هو متوقع، فسيكون بوسع بوتين أن يستمر في السلطة لفترتي رئاسة جديدتين مدة كل منهما ست سنوات بعد انتهاء فترته الحالية عام 2024.
ويتولى بوتين، ضابط المخابرات السوفيتية السابق، السلطة منذ عام 1999 إما كرئيس للبلاد أو كرئيس للوزراء، ولم يستبعد الترشح مجددا وإن كان قد قال إنه لم يتخذ قراره النهائي بعد، فيما يرى منتقدوه أنه يعتزم التشبث بالسلطة مثلما فعل الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف الذي ظل بالمنصب إلى أن وافته المنية. ويرى آخرون أنه يُبقي خياراته مفتوحة وربما يسلّم المقاليد لوريث يختاره بنفسه وإن كان غير معروف في الوقت الحالي.
ويرى أندريه كوليسنيكوف، كبير الباحثين في مركز كارنيجي في موسكو، أن "الرئيس بوتين لم يجد خليفة، فقد نصّب نفسه"، فيما توقع خبراء استطلاعات الرأي في مركز حكومي أن يؤيد التعديلات الدستورية ما بين 67 و71 % ممن لهم الحق في التصويت، فيما يقول منتقدو الكرملين إن عملية التصويت صورية ويخشون حدوث تزوير.
ودعا السياسي المعارض أليكسي نافالني أنصاره لمقاطعة الاستفتاء، وكتب قبل التصويت "الاستفتاء على التعديلات غير شرعي، لا جدوى منه وهو خطر على صحتك"، مضيفا: ""بإمكانك أن تقاطعه. ذلك سيكون الصح والصواب".
وقال فلاديمير بوتين، الأحد الماضى، إنه حريص على إغلاق باب التكهنات بشأن الخليفة المحتمل لمنع تشتت الجهاز الحكومي، ونقلت وكالة انترفاكس عنه قوله "ما لم يحدث هذا، فعندئذ وعلى مدى نحو عامين -وأنا أعلم ذلك عن تجربة- سيتحول إيقاع العمل الطبيعي في العديد من الجهات الحكومية إلى بحث عن خلفاء محتملين، لا بد لنا أن نعمل، لا أن نبحث عن خلفاء".
والموعد الرسمي المحدد للاستفتاء هو الأول من يوليو، لكن السلطات فتحت مراكز الاقتراع اعتبارا من اليوم الخميس 25 يونيو لتجنب تدفق أعداد كبيرة من الناخبين بسبب وباء كورونا، ووضعت كمامات وسوائل مطهرة بتصرف حوالي 110 ملايين ناخب يصوتون خلال أحد عشر توقيتا على امتداد روسيا، من بتروبافلوفسك-كامتشاتسك (توقيت غرينتش+12 ساعة) إلى كالينينغراد (ت غ+ساعتين).
وتجاوز العدد الإجمالي للمصابين بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا في روسيا 600 ألف أمس الأربعاء، لتصبح ثالث دولة في العالم من حيث أكبر عدد للمصابين بالمرض. ويزيد العدد بالآلاف يوميا مع أن السلطات تقول إن تفشي المرض ينحسر.