يخضع أربعة وزراء صحة فرنسين سابقين لجلسة استماع الأربعاء المقبل أمام نواب لجنة التحقيق البرلمانية، والوزراء هم وزيرة الصحة في حكومة ماكرون أنياس بوزان التي غادرت المنصب منتصف شهر فبراير ، الوزيرة الاشتراكية السابقة ماريسول توران ، الوزيرة اليمينية روزلين باشلو وأخيرا الوزير اليميني السابق كزافييه برتراند .
وأنياس بوزان التي كانت تشغل منصب وزيرة الصحة في فرنسا حتى منتصف شهر فبراير ، مع بداية انتشار وباء كورونا ، هي التي ستفتتح الجلسات للحديث عن بداية إنتشار وباء كورونا وتصريحاتها "بعدم جدوى الكمامات إلا للمرضى " وقولها أيضا ، أن فرنسا لديها ما يكفي من المخزون، وتصريحات الوزيرة بوزان لااكامل ستكون محل نقاش على اعتبار أنها انتقدت الحكومة وألمحت أنه لم يتم الاستماع إليها في التعامل مع أزمة كورونا ، وخاصة فى مسألة تنظيم الدور الأول من الانتخابات البلدية .
ومن المقرر ان يشرح وزراء الصحة السابقون طريقة تعامل الحكومات السابقة مع الأزمات الصحية وعدم استمرار هذه السياسة مع وصول الاشتراكيين للحكم .
وفي ابريل 2010 كان المخزون الاستراتيجي الفرنسي من الكمامات وصل إلى 1 مليار كمامة جراحية وقائية و 700 مليون كمامة طبية ، ولكن بداية 2020 ، هذا المخزون تقلص إلى 117 مليون كمامة جراحية و 40 مليون كمامة للأطفال و صفر كمامة طبية.
في الأسبوع الماضي استمعت اللجنة إلى مدراء الصحة الفرنسيين الذين شغلوا المنصب على مدى سبعة أعوام وجاء الدور على وزراء الصحة حيث قال النواب أنهم لم يقتنعوا بإجابات مدراء الصحة وأكدوا ضرورة الوصول إلى إجابات مقنعة .
إجابات وزيرة الصحة أنياس بوزان ستكون منتظرة حيث تم انتقادها لتخليها عن المنصب وتوجهها إلى سباق انتخابات عمدة باريس ، وعندما خسرت بوزان الدور الأول من الانتخابات وصفت إجراء الانتخابات " بالمسخرة" وانتقدت الإجراءات التي اتخذها الوزير أوليفيه فيران.
حسب بعض المراقبين ، هناك تقاذف للمسؤولية من طرف الحكومات الفرنسية المتعاقبة ، حيث دفعت الأوبئة السابقة الحكومات اليمينية لاتخاذ إجراءات احترازية وشكلت مخزونا استراتيجيا فرنسا طبيا ، لكن اليمين تلقى انتقادات بسبب تبديد الأموال وتشابك المصالح مع شركات الأدوية ، ولهذا عندما وصل الاشتراكيون إلى الحكم اخذوا هذه الانتقادات بعين الاعتبار وتخلوا عن زيادة المخزون الاستراتيجي الطبي .
و مع فوز إيمانويل ماكرون بالرئاسة ، واصلت وزارة الصحة نفس السياسة بالاعتماد على توفر التجهيزات في السوق الدولية ، ومع بداية ظهور الوباء في الصين ، بدل أن تصارح الحكومة الفرنسية مواطنيها بالحقيقة وعدم امتلاكها ما يكفي من الكمامات ، أختارت سياسة عدم التهويل و طمأنة الفرنسين أن كل شيء على مايرام.