أظهرت دراسة إيطالية، أن "تباطؤ تلوث الهواء خلال أشهر الإغلاق في ظل انتشار وباء كورونا، وأثر التحسن الجزئي في جودة الهواء، أثر على عدد الوفيات في المنطقة، فقد وفر حوالي 22500 عاما من حياة سكان لومبارديا، وفقا لوكالة "آكى" الإيطالية.
وكشفت دراسة أجراها باحثو المعهد الأوروبي للاقتصاد والبيئة (Rff-Cmcc)، الذين تمكنوا من خلال أدوات التعلم الآلي من حساب عدد سنوات الحياة (من حيث الوفيات المبكرة) بفضل الحد من تلوث الهواء، والقادر على الحد من مخاطر الأمراض على القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي لسكان المنطقة.
وأوضحت مذكرة لمعدي الدراسة، أن "الطب يعزو إلى تلوث الهواء بواسطة الجسيمات الدقيقة (PM2.5) وثاني أوكسيد النيتروجين NO2 القدرة على التسبب بأضرار لصحة الإنسان"، وأنه "في لومبارديا، إحدى أكثر المناطق تلوثًا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، أدى الإغلاق بعد تفشي عدوى كورونا، إلى تجميد حركة الأشخاص والاقتصاد بأكمله تقريبًا، مما قلل من انبعاثات هذه الملوثات، وبالتالي تركيزها في الهواء، مقارنة بالقيم التي كان يمكن تسجيلها في ظل غياب سياسات الحجب".
وكان أرجع رئيس جمعية علماء الفيروسات الأوروبيين، جورجيو بالو، انحسار انتشار عدوى فيروس كورنا في إيطاليا لموقعها الجغرافي، حيث يشهد "نصف الكرة الشمالي ارتفاع معدلات الأشعة فوق البنفسجية في الفترة من يونيو إلى سبتمبر وينتج عنه تأثير مبيد للفيروسات".
وأشار عالم الفيروسات فى مقابلة صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، في أشارة الى الارتفاع الكبير في الإصابات في أمريكا الجنوبية، بأن "نفس الظروف: الحرارة الجافة لا تتوفر في نصف الكرة الأرضية تحت خط الاستواء، حيث توجد رطوبة عالية، ولهذا السبب لا تعمل درجات الحرارة المرتفعة في تلك الأماكن كرادع للفيروس".
ونفى الخبير الصحي الرواية المتداولة حول تحوّر الفيروس بشكل يجعله أقل قدرة على مهاجمة الخلايا البشرية، حيث قال "لا ترتبط أي من التحورات البالغ عددها 8000 التي تم تحديدها في جينوم الفيروس بطفرة في قوته، لذلك ليس لدينا دليل على أنه أقل أو أكثر قدرة على العدوى من ذي قبل".
وأضاف "مع ذلك، يمكننا القول أنه في هذه المرحلة التي يتلاشى فيها الوباء ببطء في أوروبا، لوحظ، كما أبرزت عشرات الاوراق العلمية، أن الجرعة المعدية قلت، وبالتالي فإن الحالات الايجابية لديها قدرة أقل على نقل العدوى. وهي خاصية لجميع الفيروسات".
كشفت دراسة ضمت جميع سكان بلدة فو التي خضعت للعزل الصحي ضد كورونا بشمال إيطاليا، أن 40% من الحالات لم تظهر عليها أي أعراض، حيث أظهرت الدراسة، وجود دلائل على أن عمليات الفحص واسعة النطاق إلى جانب عزل الحالات وفرض إجراءات عزل عام محلي يمكن أن توقف بسرعة تفشيا محليا للمرض.