علقت مجلة "إيكونوميست" البريطانية على الأحداث التى شهدتها إثيوبيا من احتجاجات ومقتل العشرات فى أعقاب قتل مغنى مشهور ينتمى لأكبر الجماعات العرقية الأورومو، وقالت إن التحول نحو الديمقراطية يواجه خطر الخروج عن مساره.
وأشارت الصحيفة إلى أن تعليق رئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد على اغتيال المغنى هاشولو هونديسا، والذى قال فيه أن القتلة لم يستهدفوا فقط قتله ولكن قتل إثيوبيا من خلاله، لم يكن كافيا لمنع آلاف من شباب الأورومو من الخروج فى مسيرات فى العاصمة يحملون العصا، وخرج الكثيرون للتعبير ببساطة عن الأسف والغضب، بينما قام آخرون بقطع الطرق وتدمير المبانى والسيارات، وتصاعد العنف بعد جدال مع المسئولين حول المكان الذى ينبغى أن يدفن فيه المغنى مع محاولة متظاهرين منع إزالته من العاصمو ونقله إلى أمبو، مسقط رأسه.
وسلطت الاضطرابات التى استمرت خلال الأيام القليلة الماضية الضوء على خطوط الصدع الرئيسية الثلاثة فى الحياة الإثيوبية أو عدم قفة شباب الأورومو فى الدولة، حيث يقولون بأنها طالما سيطرت عليها جماعات عرقية أصغر مثل تيجرايان وأمهاراس. والمشكلة الثانية هى أن الدولة تتحول بشكل ثابت إلى العنف والقمع فى التعامل مع الاحتجاجات. فرغم وعود أبى أحمد عند توليه السلطة بالسياحات المنفتحة وإطلاق سراح السجناء السياسيين، إلا أن العادات القديمة من الصعب أن تختفى.
أما المشكلة الثالثة فتتعلق بالجماعات العرقين فقد هاجمت جماعات من شباب الأورمو أعضاء من الجماعات العرقية الأخرى خاصة امهاراس، ثانى أكبر جماعة عرقية فى البلاد، فى حين شكل الأمهاراس الذين يمثلون أغلبية فى العاصمة أديس أبابا جماعات للدفاع عن أنفسهم وفى بعض الأحيان بتشجيع من الشرطة.
وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأن كثير من الإثيوبيين بدأوا هذا العام متفائلين بأن بلادهم، مع الانتخابات التى كانت مقررة فى أغسطس المقبل، فستقوم بخطوة للانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية، لكن بعد تأجيل الانتخابات لأجل غير مسمى بسبب وباء كورونا، أصبح الكثيرون يشعرون بالقلق الآن من أن التحول يواجه خطر الخروج عن مساره.