لم يكن عالم المواد الطبية بيتر تساى يعلم عند تقاعده قبل عامين أنه سيعود للعمل مرة أخرى، وليست مجرد عودة عادية بل ساعات عمل مكثفة ربما لم يعتاد عليها طوال حياته.
فعندما بدا وباء كورونا بعصف بالعالم فى مارس الماضى، تم استدعاء تساى، من تقاعده، وكان هناك طلب ملح لعودته لأنه هو من اخترع فى عام 1995 مواد الترشيح المستخدمة فى أجهزة التنفس N95 التى يمكن التخلص منها.
فالمعروض من هذه الأقنعة المطلوبة بشدة الآن قليل للغاية بينما يحتاجها العاملون فى الرعاية الصحية وغيرهم الذين يريدون الحماية من فيروس كورونا شديد العدوى.
وبسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، بدأ تساى فى استقبال سيل من المكالمات والاستفسارات من المختبرات الأمريكية والشركات والعاملين فى الرعاية الصحية الذين يحتاجون إلى المساعدة.
ويقول تساى، وهو تايوانى الأصل، إن الجميع كان يسأله عن أجهزة التنفس. وأراد الناس معرفة كيفية زيادة الإنتاج فى أعقاب النقص الجماعى فى العتاد الطبية والسعى إلى تعقيم الأقنعة لإعادة استخدامها.
وأصبحت أقنعة 95 Nسلعة مهمة بعدما أدى الوباء إلى نقص عالمى فى العتاد الخاصة بمنع الفيروس. وعلى العكس من أشكال معدات الوقاية الشخصية الأخرى، بما فى ذلك الكمامات المصنوعة بالمنزل أو أشكال تغطية الوجه، فإن أقنعةN95 تقوم بتصفية الملوثات، مما يجعلها أكثر الأقنعة الواقية فى السوق.
ويقول تساى إنه بدأ يعمل حوالى 20 ساعة يوميا، مضيفا أنه يعمل ذلك بشكل تطوعى، لكنه لا يمانع. وجرب كل شىء يمكن التفكير فيه من أجل تعقيم الأقنعة بثمن رخيص دون أن يفقد فعاليته، فقام بغليها وتبخيرها ووضعها فى الفرن وتركها فى ضوء الشمس لفترات طويلة من الزمن.
وبعد تجارب كثيرة فى منزله، نشر تثرير وارئ طبى اقترح فيه وسائل عديدة للتطهير وإعادة إستخدام الأقنعة دون تقويض الشحنة الكهربائية المطلوية لعمل نظام التنقية.
ووجد أن أقنعة 95N يمكن تسخينها لـ 60 دقيقية بدرجة حرارة 150فهرنهايت، باستخدام طريقة تسخين جاف دون التقليل من تقنية الترشيح، وتم التحقق من فرضيته من قبل المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة.
وتواصلت كثير من الشركات والجماعات البحثية مع تساى، منها مجموعة من العلماء والمهندسيين الفنيين من مختلف أنحاء أمريكا يركزون على تنفسية القناع N95 وإعادة استخدامه.