على الرغم من مرور ما يقارب 7 أشهر على انتشار وباء كورونا عالمياً، إلا أنه لا يزال هناك العديد من الأمور المجهولة حول الفيروس التاجي، حيث لا يزال العلماء يكتشفون أموراً جديدة حوله يوماً بعد يوم.
وحتى الآن هناك نقاش محتدم حول الطريقة الأكثر احتمالاً لانتشار المرض، ومخاوف من آثار طويلة المدى للمرض، كما أن جدوى ارتداء الأقنعة الواقية، التي أصبحت في العديد من الأماكن قراراً سياسياً وليس علمياً، ما زالت محل خلاف.
وحسب موقع الرؤية الإماراتى، قال عالم الأوبئة المتخصص في الأمراض المزمنة جايدون ميرفيتز كاتز، إن القلق بشأن المجهول عن كوفيد-19 لا ينتهي.
وأضاف كاتز أن أحد الادعاءات التي طرحت في بداية انتشار الجائحة ذكرت أن نسبة صغيرة جداً تقدر بأقل من 1% فقط من المصابين سيموتون، وأن 99% من المصابين سيكونون على ما يرام، لكن بحسب الحقائق وبعد البحث في معدل وفيات مصابي كوفيد-19، وباستخدام بيانات من عشرات الدراسات، تبين أن النتيجة حوالي 0.7% من الأشخاص المصابين سيموتون.
وأوضح أن مشكلة الموت والقلق منه ليست هي المشكلة الوحيدة التي قد يتسبب بها الوباء، ولكن قد تكون هناك تداعيات بعيدة المدى للمرض، فعلى سبيل المثال تقتل الحصبة حوالي 0.2% من الأشخاص الذين يصابون بها، ولكنها تخلف العديد من الأضرار الدائمة للذين يتعافون منها، فالبعض يصبح أصم والبعض الآخر يصاب بتلف في الدماغ، وقد تسبب تلفاً دائماً في الجهاز المناعي.
وشلل الأطفال المرض الذي يسبب الشلل المرعب، لا تظهر أعراضه بالكامل لما يزيد عن 70% من الأشخاص الذين يصابون به.
وبحسب كاتز، فإن الأمر ذاته بالنسبة لكوفيد-19، حيث لا يمكن أن نرى كافة تأثيراته في شخص واحد، بالنسبة للبعض فإنه يسبب الموت، وبالنسبة للبعض الآخر فإنه يسبب إقامة طويلة في وحدة العناية المركزة والتي تعتبر خطيرة في حد ذاتها.
وقد ارتبط استخدام أجهزة التنفس الصناعي لفترة طويلة، والتي اُعتبرت أنها المنقذ البشري خلال الأزمة، بمجموعة من المشاكل الصحية الخطيرة كالعدوى البكتيرية والقرحة وغيرها.
وبالنسبة للمصابين الذين لن يحتاجوا للدخول للعناية المركزة والعلاج بهذه الأجهزة، فهناك أيضاً عدة اتجاهات مثيرة للقلق وتشير إلى حدوث خلل دائم في الأعضاء كإصابة الكلى أو مشاكل نفسية شديدة.
والأسوأ من ذلك أن هناك العديد من التقارير المتزايدة التي تفيد بأن هذه الآثار لا تقتصر فقط على الأشخاص الذين يعانون من الأعراض والالتهابات الشديدة، فبعض المرضى الذين يعانون من الأعراض الخفيفة أفادوا بأنهم عانوا من أعراض غير معتادة كالتعب لأسابيع أو أشهر، وهي مسألة لم نكن نعلم عنها بالنسبة للإصابات المعتدلة، وفقاً لعالم الوبائيات الأسترالي.
وتابع كاتز "بشكل عام قد يكون الموت هو من أكثر النتائج المعروفة التي تنتج عن الإصابة بالفيروس ولكنه ليس النتيجة الوحيدة. ويعيدنا هذا الأمر إلى التفكير جدياً في خطورة هذا المرض بالنسبة لـ99% ممن يصابون به خاصة مع اقتراب تهديد الموجة الثانية، ومع الضجر من الإجراءات الوقائية، بدأ الناس يستهترون بالأمر ويقولون: "ألن يكون الأمر أسهل لو أصيب الجميع، سيموت 1% فقط بكافة الأحوال".
وعلى الرغم من أن معدل الوفيات في أستراليا وبريطانيا لم يتجاوز 1%، ولكن هذه النسبة تعني آلاف الوفيات من المصابين.
وبالإضافة إلى ذلك فإن أولئك الذين يحتاجون للدخول على المستشفى بسبب كوفيد-19، سوف يعانون بالتأكيد.
وحتى أولئك الذين يعانون من الأعراض المعتدلة أو الخفيفة، قد لا يتعافون من الأضرار على المدى الطويل.
وفي الوقت التي بدأت القيود المفروضة تبدو أنها مرهقة، فإن الحقيقة أننا ببساطة لا نزال نجهل الكثير عن هذا المرض للتأكد من مخاطره على المدى الطويل.