أعلنت الشرطة الإيرانية، الجمعة، أنها فرّقت بالقوة وبحزم مظاهرة في محافظة خوزستان بجنوب غرب البلاد، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية في إيران، التي تشهد انكماشا تفاقم مع انتشار فيروس كورونا المستجد، وقالت الشرطة الإيرانية إنها فرّقت الحشد في مدينة بهبهان بمحافظة خوزستان غربي إيران، موضحة أن "المشاركين فيه رددوا شعارات مناهضة للنظام".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) عن قائد شرطة المدينة الكولونيل محمد عزيزي قوله: "استجابة لإحدى الدعوات، تجمّع عدد من أهالي مدينة بهبهان للاحتجاج على الوضع الاقتصادي"، وأضاف: "حاولت الشرطة في البداية التحدّث إلى المحتجين، إلا أن المجموعة لم تكتف بالامتناع عن التفرق بل بدأت في ترديد شعارات مناهضة للنظام".
وأكد قائد شرطة المدينة أن قوات الأمن فرّقت المظاهرة "بحزم"، موضحا أنه تمت إعادة "تهدئة" الوضع دون تسجيل أي ضحايا أو أضرار في المتلكات، ولم يحدد عزيزي إن كانت جرت أي عمليات توقيف.
ونشرت على حسابات مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي، صور وتسجيلات لعشرات الأشخاص احتشدوا في أحد شوارع بهبهان في محافظة خوزستان، وأفاد موقع "نيتبلوكس" الذي يراقب حركة الإنترنت حول العالم أن استخدام الشبكة كان صعبا وأنه تم تخفيضه أو قطعه لنحو ثلاث ساعات في خوزستان بالتزامن مع المظاهرة.
وخوزستان منطقة منتجة للنفط لطالما اشتكت من إهمالها من قبل السلطات.
ويأتي التجمّع في بهبهان بعد أيام على تأييد محكمة إيرانية عقوبة الإعدام بحق ثلاثة أشخاص على صلة باحتجاجات نوفمبر الماضي الدامية التي أثارها رفع أسعار الوقود، واندلعت المظاهرات في نوفمبر بعدما رفعت السلطات أسعار الوقود بأكثر من الضعف بين ليلة وضحاها، ما فاقم الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها سكان البلد الذي يرزح تحت وطأة العقوبات.
ودعت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة الخميس طهران إلى إلغاء أحكام الإعدام هذه. وقال أكثر من 10 خبراء مستقلين في قضايا الإعدام التعسفي في بيان: "اليوم ننضم إلى مئات الآلاف من الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين أدانوا أحكام الإعدام هذه".
وكانت احتجاجات 2019 هزّت عدة مدن واتّخذت منحى عنيفا قبل أن تتسع رقعتها لتشمل مئة مدينة وبلدة في أنحاء البلاد ليتم لاحقا إخمادها وسط تعتيم كامل تقريبا طال الإنترنت، من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني توقيف عدد من أطلق عليهم "المحرّضين"، الخميس.
وأشار إلى أن "الأشخاص الذين تم اعتقالهم في مدينة مشهد على ارتباط بمجموعات مناهضة للثورة ودعوا إلى تنظيم مظاهرات".