رفضت إيران اليوم الجمعة تفسيرات الولايات المتحدة بأن مقاتلة أمريكية كانت تجري "تدقيقا بصريا" عندما "تحرشت" بطائرة ركاب إيرانية، وقالت طهران إن طائرتها اضطرت لتغيير الارتفاع الذي كانت تحلق عليه بسرعة لتجنب الصدام، مما تسبب في حدوث إصابات وأثار الذعر بين الركاب.
وتظهر لقطات فيديو بثها التلفزيون الحكومي من داخل الطائرة راكبا مستلقيا على الأرض بلا حراك وآخر مصابا بجروح في الأنف والجبين، يعرض أمام الكاميرا كمامته المخضبة بالدماء.
وأٌصيب بعض الركاب، الذين شوهد بعضهم وهم يصرخون ويصيحون، في الحادث الذي وقع في سماء سوريا أمس الخميس بحسب وسائل الإعلام الإيرانية، لكن الجيش الأمريكي قال إن الطائرة وهي من طراز إف-15 كانت على بعد مسافة آمنة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن لعيا جنيدي نائبة الرئيس للشؤون القانونية قولها إن "التفسيرات المقدمة حتى الآن لا تقدم مبررا وغير مقنعة".
وأضافت أن "التحرش بطائرة ركاب فوق أراضي دولة ثالثة هو انتهاك واضح لأمن الطيران وحرية الطائرات المدنية".
كانت الطائرة الإيرانية التابعة لشركة ماهان إير متوجهة من طهران إلى بيروت عندما قام الطيار بمناورة للسلامة. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه سيتم التحقيق في الواقعة.
واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة اليوم الجمعة بالمخاطرة بوقوع كارثة.
وقال ظريف على تويتر "الولايات المتحدة.. تحرشت بطائرة ركاب مدنية في رحلة منتظمة مما عرض الركاب المدنيين الأبرياء للخطر بزعم حماية قواتها المحتلة... يجب وضع حد لهذه الأفعال الخارجة عن القانون قبل وقوع كارثة".
وتظهر لقطات فيديو أقنعة الأكسجين متساقطة من الحوامل في سقف الطائرة. ويمكن رؤية طائرة نفاثة عبر نافذة مقعد تحلق على مسافة وسط سماء زرقاء صافية.
وقال راكب مصاب للتلفزيون الحكومي "رأيت طائرة سوداء تقترب منا، بعدها اختل توازننا"
وأضاف "كانت طائرة.. كانت قريبة من طائرتنا".
كان أحد الركاب مستلقيا على الأرض بجوار مراحيض الطائرة ووضع راكب آخر وسادة تحت رأسه فيما انصرف طاقم الطائرة نحو آخرين.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، التي تشرف على القوات الأمريكية في المنطقة، إن مقاتلة من طراز إف-15 كانت تقوم "بتدقيق بصري للطائرة الإيرانية" عندما كانت تحلق قرب قاعدة التنف العسكرية في سوريا حيث تتمركز قوات أمريكية.
وقال النقيب بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية، إن المقاتلة كانت على بعد 1000 متر من طائرة الركاب.
وتصاعدت التوترات بين طهران وواشنطن منذ عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع ست قوى وأعاد فرض عقوبات أضرت بشدة بالاقتصاد الإيراني.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران ستتخذ الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة. كما تسعى هيئة الطيران المدني الإيرانية لتقديم احتجاج رسمي للمنظمة الدولية للطيران المدني.