حثت ديبورا ليونز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان، الأطراف المتنازعة فى هذا البلد الأسيوى على التوقف لحظة والتفكير فى الحوادث الفظيعة التي تستهدف المدنيين، وما تسببه من ضرر على الشعب الأفغاني، واتخاذ إجراءات حاسمة لوقف "المذبحة" وإجراء محادثات.
وأفادت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان (يوناما)، فى تقرير جديد صادر اليوم الإثنين، بتوثيق 3,458 ضحية مدنية (1282 قتيلا و2176 جريحا)، خلال النصف الأول من عام 2020، والذي شهد مستويات متقلبة من العنف الذى أثر على المدنيين فى أفغانستان، وأضافت البعثة أنه لا تزال أفغانستان واحدة من أكثر الصراعات دموية فى العالم بالنسبة للمدنيين.
وقالت ديبورا ليونز إنه فى الوقت الذى تتاح فيه فرصة تاريخية لحكومة أفغانستان وحركة طالبان لإجراء محادثات السلام، إلا أن الحقيقة المأساوية هى أن القتال مستمر فى إلحاق أضرار فادحة بالمدنيين كل يوم.
وثقت بعثة يوناما زيادة مقلقة فى الخسائر بصفوف المدنيين، نتيجة للمتفجرات بدائية الصنع وجراء عمليات الاختطاف التى تقود إلى سوء المعاملة، والإعدام بإجراءات موجزة.
وظلت الاشتباكات الأرضية، وفقا للتقرير الأممى، السبب الرئيسى للإصابات بين المدنيين، حيث تسببت الغالبية العظمى منها فى استخدام النيران غير المباشرة، خاصة فى المناطق المأهولة بالمدنيين، فيما كان استخدام الأجهزة المتفجرة بدائية الصنع (الانتحارية وغير الانتحارية) السبب الرئيسى الثانى للإصابات بين المدنيين، تليه عمليات القتل المستهدف.
وأعربت البعثة عن قلق خاص إزاء الاستهداف المتعمد للمدنيين، بما في ذلك الزعماء الدينيون والعاملون في مجال الرعاية الصحية وأعضاء السلطة القضائية ونشطاء المجتمع المدنى، وعمال المنظمات غير الحكومية والصحفيين.
وأشار التقرير إلى أن النساء والأطفال لا يزالون يتأثرون، بشكل غير متناسب، بالآثار المباشرة وغير المباشرة للصراع المسلح، الذي يشكل أكثر من 40 5 من إجمالي الخسائر بين المدنيين. "فخلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، تسبب النزاع المسلح في إصابة 397 امرأة (138 قتيلا و259 جريحا) و1067 إصابة طفل (340 قتيلا و727 جريحا)."
وأشار التقرير إلى أن أطفال أفغانستان معرضون بشكل خاص للتجنيد والاستخدام من قبل أطراف النزاع، بما في ذلك المهام القتالية، خلال جائحة كوفيد-19.
وشددت فيونا فريزر، رئيسة قسم حقوق الإنسان في يوناما على ضرورة أن تكون تجارب وحقوق واحتياجات المجتمعات والأفراد المتأثرين بالعنف اعتبارا محوريا في محادثات السلام المقبلة.