قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية أن أغنياء أمريكا اللاتينية حققوا أرباحا كبيرة فى الفترات الأخيرة وذلك رغم أزمة فيروس كورونا، فقد زادت ثوراتهم بما يقرب من 50 مليار دولار خلال أزمة الوباء، ولا يزال رجال الأعمال فى القارة اللاتينية محصنين ضد الأزمة الاقتصادية، بينما سيقع 52 مليون شخص فى براثن الفقر.
وأفاد تقرير أصدرته منظمة أوكسفام الإنسانية أن وباء كورونا أدى إلى زيادة عدد الفقراء والعاطلين عن العمل فى أمريكا اللاتينية، لكنه يزيد أيضا من أكبر ثروات المنطقة.
ووفقًا لهذه الشبكة العالمية للمنظمات غير الحكومية، فإن ما لا يقل عن 73 من المليارديرات الموجودين فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى زادوا ثروتهم بما مجموعه 48.2 مليار دولار بين مارس ويونيو، وهى الفترة التى انتشر فيها كورونا فى العالم، وهو ما يعادل ثلث إجمالى الموارد المقدمة فى حزم التحفيز الاقتصادى التى اعتمدتها جميع دول المنطقة، لمساعدة الفقراء والعاطلين والعمال غير الرسميين خلال الوباء.
وأشارت الصحيفة إلى أن كارلوس سليم وماركوس جالبرين وجوزيف صفرا هم أغنى رجال المكسيك والارجنتين والبرازيل، على التوالى، مشيرة إلى أن "المليارديرات فى هذا الجزء من العالم لا يزالون محصنين ضد الأزمة الاقتصادية الناجمة عن وباء كورونا فى واحدة من أكثر المناطق غير المتكافئة على كوكب الأرض".
كانت الظاهرة المالية مذهلة بشكل خاص فى البرازيل، وهى ثانى أكثر الدول تأثراً بالوباء فى العالم، بعد الولايات المتحدة فقط، والتى بلغ مجموع الوفيات فيها بالفعل، وفقاً لأحدث الموازين الرسمية، 87 ألف حالة وفاة و2.4 مليون شخص مصاب، إلا أنه وفقا للتقرير فإن هناك مجموعة 42 ملياردير برازيلى زوادوا ثرواتهم الكبيرة بالفعل بحوالى 34 مليار دولار، وزادت اصولهم السائلة من 123 مليار دولار إلى 157.1 مليار دولار فى بداية يوليو الجارى.
وقالت مديرة منظمة اوكسفام بالبرازيل، كاتيا مايا، فى مذكرة أن أغلبية السكان يخاطرون بصحتهم من اجل الحفاظ على وظائفهم، ولذلك فإن أصحاب المليارات لا يشعرون بأى قلق.
وقال التقرير أن فى جانب آخر، ظهرت 8 ملايين شخص من أصحاب الملايين الجدد فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى منذ مارس الماضى، هناك 52 مليون شخص سيعودون للفقر فى المنطقة، إلى جانب 40 مليون آخرين سينضمون إلى صفوف العاطلين عن العمل.
من يدفع الفاتورة؟
هذا السؤال الذى يعطى تقرير أوكسفام عنوانه تمت الإجابة عليه فى الوثيقة نفسها، وهو أمر صريح بمعنى أن الأغنياء هم الذين يجب أن يساهموا أكثر فى محاولة تقليل الكارثة القادمة.
وفقًا للحسابات التى أجرتها منظمة أوكسفام على أساس البيانات الرسمية، فإن انخفاض الإيرادات الضريبية فى دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى فى عام 2020 سيعادل 2% من الناتج المحلى الإجمالى، وهو ما يمثل انخفاضًا قدره 113 مليار دولار ويمثل 59% من جميع الاستثمارات العامة الإقليمية فى مجال الصحة.
فى مواجهة سيناريو الانهيار الضريبى، الذى يمكن أن يؤدى إلى "تفكيك" الخدمات العامة، تقدم أوكسفام فى تقريرها سلسلة من الاقتراحات حول "مواجهة الكارثة".
أولاً، اعتماد الضرائب على الثروات الكبيرة، جنبًا إلى جنب مع الحزم العامة لإنقاذ الشركات التى يمكن توفيرها، والضرائب على النتائج الاستثنائية للشركات الكبيرة، حيث إذا تم تطبيق ضريبة استثنائية على الثروات الضخمة، بالتدريج، بين 2٪ و3.5٪ فى كل بلد، على الأصول التى تزيد عن مليون دولار أمريكى، فيمكن أن تجمع ما يصل إلى 14.260 مليون دولار أمريكى، خمسين مرة أكثر من المتاح الآن".
كما يقترح إنشاء "ميثاق مالى جديد" من أجل "تعزيز الثقافة الضريبية" والحد من التهرب، ولكن كل هذا مع تخفيض ضريبى قوى لأولئك الذين يعانون من الفقر.