كشف الحسن هموش، الباحث البلجيكى فى علم الاجتماع مدير قناة المواطن -بروكسل ميديا، النقاب عن السبب الكامن فى ارتفاع متوسط عدد الإصابات بفيروس كورونا فى بلجيكا من وجهة نظر اجتماعية، وقال: "بداية لا بد أن نشير إلى أن بلجيكا كحكومة ومن خلال مجلسها الأمنى تقوم بإدارة هذه الجائحة على أحسن وجه من حيث التواصل والتقييم والاستباقية وأخذ التدابير الأزمة لكل مرحلة".
وأضاف هموش: "نعم كان هناك فى البداية نوع من التأخير فى المواكبة لكنه الآن يختلف الأمر تماما ولا يمكن مقارنة ذلك على ما كانت عليه بلجيكا فى بداياتها"، موضحا أن "السبب الاجتماعى فى ارتفاع عدد الإصابات هو راجع بالأساس إلى نسبة كثافة السكانية لبلجيكا فهى تبلغ 376 ساكنا فى كل كيلومتر مربع أى تحتل الرتبة 32 عالميا وفق إحصاءات الامم المتحدة".
ويعتقد هموش أن هذه الأمور هى عوامل تسبب ارتفاعا كبيرا فى المدن الكبرى كأنتويرب والعاصمة بروكسل لأن هو السبب نفسه، وطبعا عدم الاحتراز من اللقاءات هو سبب آخر لاسيما عندما يتجاوز حجم التجمعات العدد 15، لذلك اشترط الخبراء ان لا يتعدى خمس لقاءات فى الأسبوع.
وحتى الآن وصل عدد الإصابات بفيروس كوفيد-19 فى بلجيكا إلى 67335 وهذا يمثل زيادة قدرها 673 إصابة عن يوم الأربعاء الماضى، كما ارتفع عدد حالات دخول المستشفيات نسبيًا إلى 25 يوميًا بزيادة قدرها 84%، وحتى يوم الأربعاء 29 يوليو شغل مرضى كورونا 263 سريرا فى المستشفيات البلجيكية ما يمثل زيادة قدرها 38% يتلقى47 منهم مساعدة فى التنفس.
وفيما يتعلق بالوفيات هناك انخفاض بنسبة 16% فى المتوسط اليومى، أو حوالى 2.3 حالة وفاة فى اليوم، ووصل إجمالى الوفيات بكورونا فى بلجيكا الى 9,840 حالة وفاة حسب إحصاءات يوم الجمعة الماضى.
وعن الوضع فى أنتويرب فأوضح الحسن هموش: "هناك تشابه كبير بين أنتورب وبروكسل، حيث تعتبران من كبريات المدن فى بلجيكا وبنفس الكثافة السكانية، إلا أن أنتورب (أكثر من نصف مليون من السكان)، ونظرا لموقعها الجغرافى كممر إلى دول أخرى ونظرا لنشاطها الاقتصادى، وكذلك نظرا لاستهتار بعض الناس بقواعد السلامة الذى فرضته الحكومة أدى الى ارتفاع عدد الإصابات خلال الآونة الأخيرة، لاسيما بعد ما تنفس الناس الصعداء بعد الحجر الصحى الذى كان له أثر كبير عل بعض الفئات الهشة والذين يسكنون فى بيوت ضيقة ذات فضاءات محدودة".