بدأت قيادات روسيا البيضاء في الإفراج عن آلاف المحتجزين وأصدرت، يوم أمس الخميس، اعتذارا علنيا نادرا، في محاولة لتهدئة احتجاجات عمت البلاد وشكلت أكبر تحد لحكم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو المستمر منذ 26 عاما.
وأمام مركز احتجاز في مينسك تجمع مئات من أصحاب وأقارب المحتجزين، الذين غالبت الدموع كثيرا منهم، وهم يحملون طعاما وماء وأغطية لذويهم الذين أخذوا يتدفقون خارجين من المركز في الساعات الأولى من اليوم الجمعة.
وظهرت على بعض المحتجين كدمات ووصفوا كيف جرى حشرهم بأعداد كبيرة داخل الزنازين وشكوا من سوء المعاملة. ونفى ألكسندر بارسوكوف نائب وزير الداخلية إساءة معاملة المحتجزين وقال إنهم جميعا سيغادرون الحجز صباح اليوم.
وتوفي محتجان على الأقل وأودع نحو 6700 السجون هذا الأسبوع في حملة أمنية عقب إعادة انتخاب لوكاشينكو مما دفع الغرب للتفكير في فرض عقوبات جديدة على البلاد.
وأبرزت خطوة الإفراج عن المحتجزين والنغمة الاسترضائية التي عبر عنها اثنان من كبار مسؤولي الدولة هشاشة قبضة لوكاشينكو على بلد تعتبره جارته روسيا حاجزا استراتيجيا في مواجهة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الشؤون الداخلية يوري كاراييف "أتحمل المسؤولية وأعتذر عن الإصابات العشوائية التي لحقت بأناس في الاحتجاجات".
وانضم إلى عشرات الآلاف من المحتجين أمس الخميس عمال من قطاعات صناعية تديرها الدولة وتعد فخر نموذج اقتصادي انتهجه لوكاشينكو على غرار الخط السوفيتي، ومن ذلك مصنع مينسك للسيارات الذي ينتج شاحنات وحافلات.
وظهر المحتجون في تغطية مصورة وهم يهتفون "انتخابات" و"ارحل".
وشكّل المتظاهرون سلاسل بشرية ونظموا مسيرات في العاصمة وشاركهم ما لا يقل عن عشرة من مذيعي التلفزيون ومراسلي وسائل الإعلام الرسمية الخاضعة لرقابة قوية كانوا قد استقالوا تضامنا.
ويتهم المحتجون لوكاشينكو بتزوير انتخابات الرئاسة التي جرت يوم الأحد الماضي حتى يتمكن من الفوز بفترة سادسة. واعتبر الرئيس الاحتجاجات مؤامرة مدعومة من الخارج لزعزعة الاستقرار ووصف المتظاهرين بأنهم أصحاب سوابق وعاطلون.