"أكملوا وجباتكم".. حملة صينية لمواجهة إهدار الطعام

"أكملوا وجباتكم"، شعار حملة أطلقها الرئيس الصينى شى جين بينج، لمواجهة ظاهرة إهدار الطعام ،التى تعتبرها الصين مسألة أمن قومى ،فى ضوء الأزمات الاقتصادية بسبب كورونا والفيضانات ، خاصة مع وصول عدد السكان الى 1.4 مليار مواطن . ومنتصف الشهر الجارى أطلق الرئيس الصينى ، هذه الحملة ، بعدما وصف الإهدار الغذائى لمواطنيه بأنه "صادم ومقلق"، وقال بينج، "رغم كون المحاصيل المحصودة جيدة فى بلدنا كل سنة، من الضرورى أن يكون لدينا حسّ الأزمة فى المجال الغذائى". وأثار هذا الكلام عدداً من التساؤلات، فالفيضانات الصيفية دمّرت هذه السنة مساحات واسعة من الأراضى الصالحة للزراعة فى حوض يانجتسى الذى تتأتى منه محاصيل الأرز فى الصين، وفى بداية السنة، أحدثت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) خللاً فى سلاسل التموين، وقبلها، اجتاح وباء حمّى الخنازير الأفريقية قطاع المواشى فى الصين، وأدّى إلى مضاعفة سعر لحم الخنزير. ويضاف إلى ذلك مشاكل مزمنة كالتوسع السريع للمدن الذى يقضى على الأراضى الصالحة للزراعة، والنزوح من الريف الذى يفرغ الأرياف من اليد العاملة، وأصبحت الصين، وهى الدولة ذات العدد الأكبر من السكان، أول مستورد للمواد الغذائية عالميا، لكى تؤمّن ما يكفى من الغذاء لمواطنيها، لكنّ علاقاتها مع أهم الدول التى تستورد حاجاتها منها شهدت فى الآونة الأخيرة توتراً كبيراً، وخصوصاً أستراليا وكندا والولايات المتحدة. وفى المقابل، اتخذت السلطات الصينية تدابير عقابية طاولت بعض وارداتها الغذائية من هذه الدول الثلاث، رغم التزامها فى يناير الماضى بزيادة مشترياتها من المنتجات الأمريكية، وتؤكد بكين حتى الآن أن كل شىء يسير على ما يرام من حيث العرض، وجاء فى تقرير نشرته الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية فى 17 أغسطس الجارى أن "البعض بدأ يتساءل هل سيحصل نقص هذه السنة؟ ولكن فى الواقع، لا يوجد أى داعٍ للقلق". لكنّ الأكاديمية الحكومية حذّرت فى مكان آخر من التقرير من أن "العجز الغذائي" للصين سيزيد فى السنوات المقبلة ما لم تنفّذ إصلاحات زراعية، ورأى الباحث فى معهد التنمية الريفية لى جوجيانج، أن من المفترض بالصين أن تسعى على المدى الطويل إلى حماية أراضيها من شهية المطوّرين العقاريين، وأن تحسّن أوضاع المزارعين بهدف تشجيعهم على مواصلة عملهم الزراعى، وذلك وفقًا لما نقلته "العين الإخبارية". وأشارت وسائل إعلام إلى أن بعض المزارعين الذين يراهنون على ارتفاع الأسعار، يعمدون إلى تخزين المواد الغذائية مما يفاقم انعدام التوازن فى السوق، ومن هنا، ثمة حاجة إلى الحدّ من الإهدار ومن الاستهلاك، علماً بأن نسبة البدانة التى لم تعرفها الصين فى الماضى، زادت ثلاثة أضعاف بين العامين 2004 و2014، فالكمية التى ترميها الصين سنوياً من الغذاء تكفى وحدها لتأمين الغذاء لكوريا الجنوبية المجاورة. وكانت حملة الرئيس الصينى كافية لتشجيع مواطنيه على إطلاق عدد كبير من المبادرات، فقد دعت المطاعم زبائنها إلى طلب أطباق تقل بواحد عن عدد الأشخاص على الطاولة لوضع حد لتقليد طلب الطعام بشكل مبالغ به خلال الوجبات الجماعية. وفى مدينة شانجشا فى وسط الصين عمد أحد المطاعم إلى قياس وزن زبائنه قبل دخولهم لكى يطلبوا الطبق المناسب لوزنهم، وتفرض مطاعم أخرى على زبائنها دفع "كفالة" لا ترد إليهم إلاّ إذا أكلوا كلّ ما فى صحونهم.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;